فضلا «سعودوها».. كفانا خروجا!

هيا الغامدي

TT

بعد نتائج متفاوتة في ذهاب الدور نصف النهائي بدوري أبطال آسيا لممثلينا الهلال والشباب، ها هي الأيام تأتي سريعة بموعد إياب تتقاسمه كل من الأراضي السعودية والكورية تواليا، فالشباب سيخوض لقاء رد صعب أمام سيونغنام الكوري بأقصى الشرق، الذي كان قد كسبه ذهابا بفارق هدف (+1)، والهلال سيستضيف البعثة الإيرانية الأصفهانية في رياضنا الحبيبة، وهو الذي كان قد خسر اللقاء الابتدائي ذهابا أمام ذوب آهن (-1) في إيران. وبقراءة مجملة للقاءين النصف نهائيين اللذين يمثلان، في المطلق الأعم، منعطفا خطرا لكرتنا السعودية للعودة بقوة للواجهة القارية، نستطيع الوصول إلى أن الفريقين السعوديين سواء الهلال أو الشباب كانا قد أبليا بلاء حسنا في هذه البطولة بالذات وقدما ما هو مطلوب منهما كممثلين للكرة الخضراء وأكثر، وإن عتبنا على بعض اللمحات الفنية من الطرفين التي كادت تضيع مستقبل الفريقين القاري، ولكن جل من لا يخطأ، والبشر خطاؤون، وكرة القدم أخطاء، فالمهمة رغم كونها شاقة ومضنية وتتطلب تركيزا عاليا وتحضيرا ذهنيا وبدنيا ونفسيا وتكتيكيا جيدا، فإنها تبقى صعبة وفي حاجة إلى ترسيخ ذهني متوافق مع المرحلة، فبنظرة لـmap of reality نجد أن الفارق بهدف لصالح شبابنا 4/3 في وضعية كالتي تجري فيها مباراة على أرض المقابل وبين جماهيره في الأراضي الكورية، مسألة في غاية الخطورة، وينبغي الانتباه لها، وخاصة أننا كنا قد رأينا إمكانات الفريق الكوري وهجومه الخطير حتى ولو كان ذلك على حساب دفاعه، إلا أن الإياب مؤكدا سيكون.. غير!

وسيعطي أفضلية تفوق للكوريين أكثر بالذات إذا ما فتح الشبابيون على أنفسهم بابا للاحتمالات الصعبة. إغلاق المنافذ مع الاعتماد على الهجمة المرتدة وترميم الثغرة الشبابية الخلفية والمراقبة اللصيقة لمفاتيح اللعب الكورية.. أعتقد أنها كافية لعودة الليث بتأهل مستحق. أيضا بالنسبة إلى الهلال، أؤمن تماما ككل المتفائلين بأنه سيلغي (بإذن الله) أفضلية تقدم الفرس ذهابا وبالتالي العودة للواجهة مجددا بهدف يعيد لأذهاننا الحنين المفقود لتلك اللمحات الهلالية المعروفة التي تسيد بها الزعيم أندية القرن!

الهلاليون مطالبون بالعمل على تسجيل هدف مبكر منذ الثواني الأولى، وبالتالي صنع ثغرات متتالية لتحطيم الجدران الدفاعية الإيرانية المعروفة بـ«ثقل طينتها»، هذا فضلا عن ميزة اللعب البطيء الذي إن أحسن الهلاليون استغلاله في صنع الفرص فسيعبر للنهائي بمشيئة الله مع شقيقه الشباب. لعمري ما أجملها من لحظات، وما أغلاه من حلم متى ما توحدت آسيا برداء الأخضر!

أدرك أنه حلم جميع الرياضيين في الوطن، كما ندرك جميعا أن المطالب لا تأتي بالتمني، غير أن الدنيا تؤخذ غلابا. دعوة من القلب لممثلينا السعوديين، سواء من يلعب هنا على استاد درة العروس، أو ذاك الذي في أقصى الشرق، الموعد اقترب، الظروف مواتية، والريح عاصفة صوب الغرب القاري، فضلا «سعودوا البطولة».. كفانا خروجا!