انتخابات الوحدة والتشكيك في نتائجها

موفق النويصر

TT

تابعت كغيري من المهتمين بالشأن الرياضي تصريحا تلفزيونيا للأمير عبد الله بن سعد عضو شرف نادي الوحدة، وصف فيه بيئة النادي بغير الواضحة، وبأن «النفاق» منتشر فيها بشكل كبير، كاشفا أن كثيرين من الذين أيدوه خذلوه في الأيام الأخيرة من الانتخابات التي حسمها الرئيس الأسبق جمال تونسي.

وزاد الأمير عبد الله بن سعد بقوله: «إن رعاية الشباب عبر مكتبها في مكة المكرمة لم تنصف المرشحين الأربعة، وإن شروطها جاءت بالتفصيل لصالح جمال تونسي»، مستدلا على ذلك بقبولها أصواتا غير شرعية صوتت للتونسي، فضلا عن أن أحد المصوتين متوفى منذ عام، واستبعادها (أي رعاية الشباب) نحو 2000 صوت كانوا سيرشحون الأمير عبد الله، بسبب تسديدهم رسوم الاشتراك من خلال حساب واحد.

وطالب عضو الشرف الوحداوي بالتحقيق في هذا الموضوع؛ خاصة أن النظام لا يسمح بالطعن في نتائج الانتخابات.

شخصيا كنت أتوقع فوز جمال تونسي في هذه الانتخابات لعدة اعتبارات، أولها معرفته بالبيئة الحجازية التي ينتمي لها، وكما يقولون «أهل مكة أدرى بشعابها»، ومن ثم اعتماده على رصيده السابق من النجاحات التي تحققت للنادي إبان رئاسته للنادي، وأخيرا تمييز الناخب الوحداوي بين الأصوات التي تستطيع أن تخدم النادي وتلك التي تهدف إلى التشويش على جهود الآخرين، بدليل فشلها في تحقيق أي نجاح يذكر بعد توليها إدارة شؤون النادي أو المشاركة في ذلك خلال الفترة الماضية.

هذا الاعتقاد بأحقية جمال تونسي بالجلوس على كرسي الرئاسة، يجب ألا يمنعنا من المطالبة بالتحقيق في الادعاءات التي ساقتها الأطراف الأخرى حيال مكتب رعاية الشباب في مكة المكرمة، خاصة أنها ليست المرة الأولى التي تدور حوله الشكاوى.

وأنا هنا لست بالمؤكد لهذه الاتهامات أو النافي لها، فلست بالشخص المؤهل لذلك، ولكن يتوجب على الرئاسة العامة لرعاية الشباب لكي تكون على ثقة 100% من أن ممثليها يقفون على مسافة واحدة من جميع الأطراف، أن تجري هذا التحقيق، ومن ثم اتخاذ الإجراء المناسب، إما بإعادة الانتخابات، أو احتساب الأصوات المستبعدة، أو إلغاء الأصوات غير القانونية، أو تأكيد النتائج المحققة، ومن ثم تطبيق العقوبة المناسبة سواء على المخالفين أو مطلقي الاتهامات دون سندات قانونية.

وأيا كانت نتائج هذا التحقيق، يجب أن لا تثنينا هذه الأمور عن ترسيخ مبدأ الانتخاب الذي وجد طريقه للأندية الرياضية، والذي بالتأكيد يعد أفضل من ظاهرة «التكليف»، التي لم تحقق النجاح المنشود مع الأندية، وخاصة تلك التي تعاني من صعوبات إدارية.

يبقى التأكيد على أن الإدارة الوحداوية مقبلة على عمل كبير وضخم، أثمرت أولى نتائجه تعادل فريقها الكروي الأول مع الاتحاد متصدر الدوري حتى الآن، في مباراة شهدت تقدما وحداويا من أولى دقائقها، وينتظر منها أكثر في قادم الأيام.

[email protected]