عربي أو فارسي.. مجرد كرة قدم

مساعد العصيمي

TT

لن يهزم الهلال اليوم إلا الهلال.. ولن يدفع الهلال إلى النهائي إلا الهلال.. أما أحاديث المجالس وأماني التافهين فاحسب أنها تنتمي إلى زمن العجاف الذي ولى، وليس بمقدورها إقصاء الأزرق.. لأنه هو من يحدد ذلك ولا يبالي أبدا سلبا أو إيجابا.. ومنطقيا ودون لبس أو مواربة فمقاييس الهلال أفضل بكثير من منافسه الإيراني وحساباته أقوى.. بل إن إمكاناته وهدير جماهيره سبيل لتلقين المتغطرس درسا في فنون اللعبة ليكون الانتصار رسالة إلى مسيريه ومنظريه خاصة مفكرهم الباحث الأكاديمي الدكتور حكيم رضا الصدر الذي نقلت هذه الجريدة تصريحه «العرقي» أول من أمس، وفيه رأى أن فوز ذوب آهن انتصار للأمة الفارسية على العربية.

لن نوغل في إسقاطات أو الحديث عن متعلقات أقل ما يقال عنها إنها في إطار حب الظهور والتلميع وإن كان ثمة تافهون لدينا فهناك مبالغون في الجانب الإيراني.. ويتفقون على تمني خسارة الفريق الأزرق.. الأولون من فرط ضغينة.. والآخرون من جراء تضعضع فكري وقف عليه العالم بتجل.

جميل القول أن نعنى بالقراءة التحليلية الفنية العاقلة كي نرضي القارئ الكريم وما علينا من حسابات أولئك فالأكيد أن لا شيء خفي فالهلال مفضل بدرجة ممتاز.. حتى وإن كانت حسابات الذهاب لمصلحة منافسه.. والسعودي دائما مفضل ونفسه وثابة متقدة حتى لو كان الملعب في إيران والرئيس على رأس الحاضرين!

وأحسب من يقرأون إسقاطات العام الماضي أمام أم صلال القطري ويقيسونها على ما نحن فيه أنهم لم يقفوا على الفوارق فتلك كانت لمباراة واحدة ولفريق هلالي لم يحسن تدبير أمرها من الناحية التكتيكية وهي على أرضه.. بل إن نتيجتها حسمت بركلات الترجيح.. أما الآن فإن الهجوم المثمر وكثرة الأهداف هي ما يميز الفريق السعودي.. وعلى الإيرانيين أن يخشوه لا أن يخشاهم.. وأبشرهم اليوم بمد هجومي.. لن يتمكنوا من جرائه من أن يلتقطوا أنفاسهم.. بل سيلتقطون الكرات من داخل مرماهم فقط! وهذا لن يمنع أيضا أن الفريق السعودي سيلعب كرة قدم.. ولن يعنى بالاختلافات الفارسية العربية.. ولن ينجر إلى الإسقاطات العرقية والإقليمية لأنه أسمى وأرقى ويدرك أنها مجرد منافسة كرة قدم.. لا غير.. هو سيبذل جهده ويعمل على إبراز أفضليته.. والأكيد أنه سيحترم المنافس ويقدره.. ولن يعنيه عرقه أو بلده.. وإن كان من الناحية التنافسية سيقض مضجعه، والسبب.. لأن خصمهم السعودي قاس وعنيد.. وأفضل منهم بمراحل.

اكتب عن نصف آسيا، وفيه لن أغفل أبناء الشباب وهم في مهمة الرقي والبحث عن السؤدد الأسيوي.. وهم جديرون.. لكن ما يدفعني أكثر للتفاؤل بنجاح حساباتهم أنهم سيلاقون فريقا قلقا متوترا.. حتى إن «خمسة» الاتحاد السعودي ما زالت تعيش في مخيلته، وعليه أتمنى أن يكون الهدوء سمة أبنائنا هناك في سيول.. وأحسب أن امتصاص الحماس الكوري سبيل لنيل التفضيل.

[email protected]