تسرب الحلم الجميل

منيف الحربي

TT

لو لم يتباطأ نايف القاضي في التدخل أو يتردد وليد عبد الله في الخروج لكنا الآن نصف مدرب الشباب فوساتي بأنه الداهية الذي نجح في إيصال فريقه للنهائي القاري من أصعب الطرق، وأنه رسم التكتيك المناسب وعاد من كوريا بما يريد.. أما وقد شاءت إرادة المولى أن يغادر الليث من عتبات الذهب، فإن الحديث سيكثر حول لعبه بثلاثة قلوب دفاع، وتأخره في إشراك عبده عطيف وفيصل السلطان، خاصة أن رئيس النادي هو أول من انتقده عقب المباراة مباشرة، وساق الملاحظات على الهواء مشيرا إلى أنهم نصحوا فوساتي لكنه أصر على رأيه..!

صحيح أن هناك آراء وقراءات واعية توقعت خروج الفريق، أذكر منها الدكتور تركي العواد الذي تحدث عشية المواجهة عن انخفاض حظوظ الشباب بالفوز، لكن هذه الآراء ارتكزت على الوضع الشبابي بشكل عام ولم تتجه للمدرب مباشرة كسبب وحيد. لاعبو الشباب (وبالذات خطوطه الخلفية) ارتكبوا الكثير من الأخطاء في الذهاب والإياب، واتضح على أدائهم الشحن الزائد، وهو شحن نشاهده حتى محليا، مما أدى إلى نتائج سلبية تراكمت هنا وهناك. عموما.. تبخر نصف الحلم السعودي الآسيوي، وأتمنى أن يكون الهلال قد حافظ البارحة على النصف الآخر رغم سخونة اللقاء الصعب!.

اعتذار كبير..!

في مسرح يكتظ بالمشاحنات وتصيد السلبيات، والإقصاء والمكابرة على الأخطاء، كان مشهد الأمير فهد بن خالد، رئيس النادي الأهلي، يبدو طبيعيا وهو يهاجم الحكم الفرنسي الذي أدار مباراة فريقه أمام النصر.. أقول ذلك بصدق مع أنني استهجنت في داخلي ذاك المنظر المزعج واستغربته وأنا أتمتم: إلى متى؟

الأمير فهد أحد الأسماء الإدارية الشابة التي نتطلع إلى مساهمتها في نقل العقلية الرياضية نحو أفق جديد، وبقدر ما كانت المرارة إثر تصرفه الغاضب، كان الفرح كبيرا باعتذاره الجميل الذي جاء كلوحة سريالية منحت الوسط الرياضي بعدا آخر من اللون الساحر والإنسانية الخلاقة..!

ربما يتوقع البعض أن الاعتذار سهل.. لكن لنتذكر كم من شخص في الوسط الرياضي ارتكب أخطاء فادحة بحق آخرين سواء بالسلوك أو القول من دون أن يرف له جفن أو تشوب ملامحه مسحة أسف.. وكم من إداري أو شرفي أو إعلامي كال الاتهامات لآخرين وحينما يذكره أحد بوجوب الاعتذار تأخذه العزة بالإثم زاعما أنه لم يخطئ!!

الاعتذار فروسية وأدب وخلق كريم يجب أن نمنحه حقه من الاحتفاء كي لا يصبح استثناء في وسط يعج بالمكابرة والانتصارات الوهمية.. تحية لفهد بن خالد وهو يسجل هدفا رائعا ويهز شباك المتورمين بتواضعه المبهج.