الاستقالة.. تكتيك وهروب من الواقع!

عبد العزيز الغيامة

TT

أقل ما يمكن أن نصف به قرار استقالة رئيس نادي الهلال الأمير عبد الرحمن بن مساعد، أنه «مناورة» أو «استقالة تكتيكية» الهدف منها امتصاص الغضب الجماهيري والإعلامي الذي سيتسبب فيه خروج الفريق الأزرق من الدور نصف النهائي لدوري المحترفين الآسيوي..!

نعم الأمر كذلك، بدليل أن استقالته مشروطة بموافقة أعضاء الشرف، والأكيد أن هؤلاء لن يوافقوا على تسلم إدارة ناد في معمعة الموسم، خاصة أن أي رئيس مقبل بحاجة إلى ميزانية تصل إلى نحو 70 مليون ريال، وهو ما أكده الرئيس نفسه في تصريحات موثقة تلفزيونيا وصحافيا في الأيام الماضية الأخيرة..!

من الرئيس الذي سيأتي ويتكفل بتوفير ما لا يقل عن 70 مليون ريال سنويا.. وأنا هنا لا أتحدث عن المبلغ ذاته الذي تدفعه تقريبا شركة «موبايلي» باعتبارها شريكا استثماريا للنادي..؟!

الأكيد أن الرئيس المقبل لن يبدأ إلا في بداية العام الجديد، على اعتبار أن ميزانية اللاعبين الأجانب الحالية أرهقت وأثقلت كاهل الأمير عبد الرحمن بن مساعد، فكيف بالرئيس الجديد..؟!

في تقديري أن المسألة أبعد من الاستقالة ليحظى بعدها بكل الصفات الرائعة التي سيطلقها النقاد، وهو ما حدث فعلا أمس وهم يطالبونه بالبقاء، ويصفونه بأفضل الأوصاف.. وهو يستحق بالفعل ولكن..!

الأمر في رأيي يمتد لأبعد من نتاج مباراة الأربعاء الأخير.. من يتابع أحوال الهلال في هذا الموسم يدرك أنه تائه فنيا، ويعاني على الصعيد الإداري، بمعنى أنه يعيش أزمة فكر إدارية وفنية..! الإدارة لا تريد الانتقاد أيا كان هذا الانتقاد.. بمعنى أن الرئيس اختار الحل السريع وهو الاستقالة وهو يؤكد أنه سيقطع بهذا القرار كل الانتقادات..!

أمس، كتب الزميل عايض الحربي في جريدة «الرياض» قائلا «إن الاستقالة ليست حلا»، وأنا أتفق معه في هذا الوقت تحديدا، ليس لأن الهلال لا يملك شخصية ذات قدرة على إدارة النادي رغم إيماني بأن «أي» محب للأزرق قادر على أن يحقق ما لم يحققه غيره ما دام يحظى بدعم كبير من الجماهير، وشركة راعية تقدم 70 مليونا في العام الواحد، فضلا عن الدعم المالي من الحقوق والعقود الأخرى..!

غيريتس نفسه صرح أول من أمس في المؤتمر الصحافي بأن الهلال ليس هو ذاك الفريق الذي دربه الموسم ما قبل الماضي.. وهذا تصريح رسمي فيه «كتف قانونية» لكل الشرفيين الذين هرولوا لتوجيه سهام النقد لي ولزملائي النقاد حينما وصفنا تكتيك غيريتس بـ«الغبي» و«الجاهل»..!

لن أطيل، لكنني سأكتفي بالقول إن 90% من القرارات التي اتخذتها إدارة النادي المدعومة بآراء آخرين كانت خاطئة، بدءا بالإبقاء على غيريتس، وهو القرار الذي أخرج الهلال، فضلا عن اعتزال الدعيع، وانتقال عمر الغامدي، والمحاولات الكبيرة لرفض كل الانتقادات التي كانت تطال المدرب، ولا أنسى هنا تفويتها فرص بيع اللاعبين إن كان ذلك صحيحا بالطبع..! بصراحة أكثر.. الاستقالة هي مجرد هروب من الواقع، ورغبة في عدم تفسير الهبوط الحاد لأداء اللاعبين، والخسائر المتتالية التي تعرض لها الفريق في الفترة الأخيرة..!

التغني بما حققه الفريق في دوري زين العام الماضي مبالغ فيه، بدليل نتائج الهلال في البطولة ذاتها أمام الاتحاد (إيابا) والشباب والنصر، وهم المنافسون الأقوى في ذلك العام!!

[email protected]