خسر الهلال.. وماذا بعد.. هل انتهت الدنيا.. هل اهتزت الأرض من تحته وبات محل تصفية وبيع لاعبين.. وقلق وتوتر.. وتنبؤات كارثية.
خسر الهلال وسيخسر مستقبلا.. ولن تتوقف عجلته وتطلعاته نحو مستقبل أفضل.. أما أولئك الذين ينظرون إلى الخسارة على أنها كارثة ولا بد أن تقتلع كل شيء فأحسب أنهم متشائمون لا يعرفون المعنى الحقيقي لكرة القدم.. ولا يدركون أن هذه الكرة استمدت إثارتها وحلاوتها من فرط تذوق علقم الخسارة.
الهلال لم يمت ولم يصب في مقتل.. كل ما هنالك أنه خسر في البطولة الآسيوية حاله كحال الشباب وسبق له أن فعل ذلك من قبل.. وانتصر ونال تفضيلها.. بما يجعله مدركا أن هذه البطولة التي لا تتسع إلا لواحد، وفي حساباتها الثاني كالعاشر.
لا أعلم، لكن يبدو أن بعض الهلاليين قد فقدوا من جراء الخسارة رؤيتهم المنطقية التي عرفناها من قبل، ونحن هنا نعترف بأن الخسارة ثقيلة وصعبة ومؤلمة نظير العمل الكبير الذي بذل ماديا وفنيا وإداريا ودعما جماهيريا.. لكن هذه هي كرة القدم التي تستمد إثارتها من متغيراتها، ومن لؤمها.. ومن تخليها عن المنطلق أحيانا.. لكن ما باليد حيلة، نحن نتعامل معها.. على أنها لا بد أن تكون مطواعة سهلة بين أقدامنا ووفق أهدافنا، وإلا فسنبتعد عنها إلى غير رجعة.
مفيد القول أن الحلول الانفعالية لن تعيد للهلال هيبته، والتصريحات المشبعة بألم الخسارة لن تصل إلى نتيجة ما دام أنها تبحث في الأعراض وتترك العلة.
هنا كان جديرا أن تبدأ مهمة إعادة الفريق إلى جادة الفوز والأداء المميز.. لا الابتعاد والتخلي.. كان عليهم أن يسألوا.. ما الذي يجعل فريقا كالهلال مكتظا بالنجوم يقدم أسوأ عروضه.. ليس لمرة ولا لاثنتين بل لثلاث.. كان عليهم أن يبدأوا بحساب بعض ذلك بعقل ومنطق دون انفعال، لا إعلان الابتعاد والتخلي عن كل مكتسب وتطلع.
لست في محل التدخل في العمل الهلالي ومن غير اللائق أن أمارس الدعوة أو الوصاية.. تجاه عمل هم المعنيون به.. لكن كان من الجدير أن يدرك مسؤولو الهلال أن الخسارة ضمن إطار العمل.. تحدث وتتوارى.. وتعود.. وعلينا أن نتعامل معها كجزء مهم من العمل في كرة القدم.
لن نكثر بإظهار سلبيات التسرع وتأثيره على مستقبل الفريق، لكن ما نحن بصدده الآن هو التأكيد على أننا لا نشير إلى فريق قد مرض، بل إلى من هو قادر على إجراء تغييرات في التوجه والنهج بحيث تتفاعل الإدارة الهلالية مع الأحداث الصعبة بهدوء وروية وتنفل ذلك إلى الأجهزة الأخرى التابعة لها، وأن تبدأ من الآن إعادة الترتيب متجاوزة الخسارة التي حدثت.