أي نقد.. أي سبيل!

عبد الرزاق أبو داود

TT

«النقد» حكم أو تقييم أو تفسير موضوعي، يستخدم لوصف موقف مختلف أو الاعتراض عليه. والنقد بعامة خصيصة بشرية، ومشكلتنا مع النقد الرياضي هي التركيز على المنافسات الرياضية ونتائجها.. والأكثر شعبية... وفي ظل هذا الطوفان الكتابي وتدني المشاركة الاجتماعية، يلاحظ التركيز الشديد على كرة القدم ونجومها حيث تكمن الأسباب الحقيقة التي تقف خلف تعمد استبعاد فئات معينة من الشأن الرياضي.

ما الذي يجرى على «ساحة» الكتابة الرياضية المحلية؟ أهي نوافذ لإطلاق آهات؟ أم بالونات اختبار وتهكم، أم هي مجرد اجترار.. تصوغها العلاقات! هل نجد بين كل هذا أصواتا تنادي بحقوق «المهضومين رياضيا» لأن الأندية لا تطيق بالفعل استيعاب المزيد. هل نحن بحاجة إلى التجديد والتطوير الرياضي.. وإعادة صياغة البرامج والأهداف والوسائل؟ هل نحتاج إلى مصارحة لتشخيص الداء ووصف الدواء؟ أم أن الأمر لا يعدو أن يكون مبالغة! هل شعرنا أنه من غير المعقول أن ما يجاوز 65% من شبابنا لا يحظى بممارسة رياضة كافية؟ ألسنا بحاجة إلى نقد موضوعي وحوار وطني رياضي مفتوح وهل نحن بحاجة إلى كسر الحواجز بين الأندية الرياضية؟ وعلى الرغم من التغيرات الإيجابية والسلبية التي أصابت الرياضة السعودية، وليس أولها الضائقة المالية بالأندية، فإن بعض النقاد يعتقدون أن استمرارية الهجوم على أعضاء شرف الأندية حق وأسلوب ضغط.. فلماذا لا يتحمل هؤلاء مسؤولية تمويل الأندية؟ مهما طال الزمن وتغيرت الأحوال؟ أليست الدولة مسؤولة عن توفير وسائل ممارسة الرياضة لشبابها؟ أليس من الأجدى التوقف أمام نوعية وحجم أجندة مسابقاتنا الرياضية ومعالجتها بعيدا عن الانتماءات.

كثير ممن يدعون النقد الموضوعي يقدمون على خداع الجمهور الرياضي عن حقيقة ما يهدفون إليه وذلك برسم صور وطرح أفكار ومفردات وعبارات سارحة.. جلها هوى.. تجافي «النقد الموضوعي»! هي الفرق بين النقد الرياضي الحقيقي وعماية الهوى وفراغ المحتوى! بعض ما نقرؤه ونسمعه مجرد اجترار لما سبق.. عبارات عقيمة.. ومحاكاة مريرة! ربما يكون ما نسطره هنا مفاجئا للبعض.. وهو على أي حال ليس موجها لأشخاص بعينهم، إنه يستهدف بعضا من الحركة الرياضة نحمل جميعا نصيبا من إشكالياتها، فهل يأتي يوم تصبح الرياضة السعودية فيه جزءا من البرامج الصحية والتعليمية مثلا؟ وماذا عن النصف الآخر من مجتمعنا؟ هل فكرنا في حلول فعلية توفر الحد الأدنى من الفرص الرياضية أمامهن فقد أنهكتهن البدانة والسكر وهشاشة العظام وغيرها؟ مقاربة مشكل ما ينبغي أن تكون من خلال الإلمام بمتغيري المكان والزمان ويتوجب ألا يكونا متناقضين.. وعلينا العمل على دمجهما في بوتقة ينظمها ويستفيد منها «العقل البشري» ويقوم ببنائها في عالم حسي يمكن البناء عليه وجني ثماره. فهل يمكن أن نجد «موئلا» و«أوقاتا» لحوار رياضي مثمر تنظمه العقول والعقلانية الوطنية.. لنجرب ونر.

* «توعك» الأهلي وارتفعت «حرارته» وكثر «الأطباء» و«الحكماء» و«المنظرون».. والوصفات والعلاجات.. وما زال الأهلي يئن.. فهلا تركتموه يداوي جراحاته بأنامله.. وبقية من أحبائه..؟!