الأكثر شعبية.. مرة أخرى!

عادل عصام الدين

TT

تعمد الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم، عدم اختيار أفضل لاعب في العالم.. على اعتبار أن الاتحاد «الأصل» (الفيفا) يلجأ سنويا إلى اختيار أفضل نجم على غرار ما تفعله «الفرانس فوتبول» و«الوورلد سوكر».

لا يريد الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء تكرار ما يفعله «الفيفا»، ولذلك ارتأى الحل في اختيار أكثر لاعبي العالم شعبية.. «The worlds most popular foot baler»، وذلك بعد أن اهتم كثيرا بتصنيفات أخرى وجدت قبولا ولاقت الكثير من الاهتمام رغم بعض العيوب.

اهتم الاتحاد بتصنيف أندية العالم الشهرية والسنوية وأفضل أندية التاريخ والأندية القارية، واهتم كذلك بأقوى بطولات الدوري في العالم.

شخصيا.. أهتم كثيرا بهذا التصنيف الذي يتعلق بمسابقات الدوري وتصنيف الأندية، بيد أنني أرى أن ما أضافه أخيرا حول أكثر لاعبي العالم شعبية أساء كثيرا لهذا الاتحاد الذي يحتاج إلى أن يكتسب المزيد من الثقة وينال الاحترام، ولا سيما أنه لا يزال في البدايات.

تمكن الاتحاد من وضع معايير لاختيار «الأفضل» على مستوى الأندية ومسابقات الدوري، لكنه عجز عن وضع معايير لـ«الشعبية»، بل عجز عن اختيار السؤال المناسب في هذا المقام.

كيف يثق الرياضي أو المشجع بتصنيفات هذا الاتحاد وهو يقرأ أسماء لاعبين من آسيا وأفريقيا في المقدمة؟!

أعتز كثيرا بنور وياسر وأبو تريكة، وأرى أن هؤلاء من أفضل من ظهروا في ملاعبنا كفاءة ومقدرة، لكن وضع أسمائهم في المقدمة قبل كريستيانو رونالدو وكاكا وإبراهيموفيتش وتشافي وأنيستا وميسي فيه إحراج لنجومنا، وإضعاف وإساءة لـ«التصنيف» الأصلي المتعلق بأفضل الأندية.

كان بالإمكان اختيار أكثر الأندية شعبية من خلال «دخل الملاعب»، كما يحدث في أوروبا، أما أن تكون الشعبية للاعبين دون وجود معايير تضبط عملية الاختيار، فإن الاتحاد يضحك على نفسه قبل أن يضحك علينا!

هناك الكثير مما نريد أن نعرفه عن طريق التصنيف و«التصويت» إلا حكاية شعبية اللاعبين على النحو الذي يقدمه اتحاد التاريخ والإحصاء حاليا.

أرجو ألا نضحك على أنفسنا بهذه «الشعبية»!

[email protected]