الأب الشرعي للخسارة

مصطفى الآغا

TT

عندما انتهت مباراة الهلال السعودي وذوب آهن الإيراني بصدمة الخروج من الآسيوية، وهي التي كانت على ما يبدو الهدف (الأكبر وربما المطلق) للبعض الكثير من الهلاليين مسؤولين ومشجعين على اعتبار أنها تعني زعامة القارة والمشاركة في كأس العالم للأندية في أبو ظبي.. عندما انتهت المباراة على غير ما تشتهيه السفن الزرقاء وأعلن الأمير عبد الرحمن بن مساعد، رئيس الهلال، مسؤوليته الكاملة عن الهزيمة، وأعلن بالتالي قرار تنحيه، جاءني الكابتن محمد الدعيع الذي كان ضيفا في استوديو «صدى الملاعب» وقال بالحرف:

«طوال الطريق من الفندق إلى مقر المحطة وأنا أحاول أن أجد عذرا واحدا لزملائي في الهلال ولكني فشلت.. لقد كان اللاعبون ظلا للنجوم الذين أعرفهم، وهم يتحملون، صحبة مدربهم غيريتس، مسؤولية الخسارة وضياع الحلم، وليس الأمير عبد الرحمن الذي قدم للنادي الكثير، وحرام أن يتحمل كل شيء وحده؛ فهو قد دفع ما يقارب الـ300 مليون ريال»، (كما قال الدعيع) ولم يبخل على اللاعبين لا بالنصح ولا بالمشورة ولا بالصفح (في حالة الخطأ) ولا بالمال، وهو ما صرح به الدعيع على شاشة التلفزيون وهو ما سمعته في اليوم التالي من الزملاء مساعد العصيمي ومحمد العبدي وعلي الشريف عندما أجمع ثلاثتهم على أن البلجيكي هو من يتحمل وزر الخسارة؛ لأنه أخذ الصلاحيات المطلقة وجاء له الرئيس بـ«لبن العصفور» ودافع عن قراراته ووقف إلى جانبه حتى يوم وضع الهلاليين في (حيص بيص) عندما وقع مع الاتحاد المغربي، وبالتالي يكون غيريتس هو الأب الشرعي للخسارة وليس الأمير عبد الرحمن وإدارته التي يبدو أن عقدها قد ينفرط إذا أصر الأمير على الاستقالة التي وصفها البعض بالتكتيكية، وهو ما أشك به كثيرا ووصفها بعض الزملاء بـ(المتسرعة وفي غير محلها)، خاصة أن الجماهير هي التي تطالب ببقاء الأمير رغم مرارة الهزيمة وضياع الحلم علما بأن الأمير نفسه ليلة المباراة قال أيضا لـ«صدى الملاعب» في تصريح لزميلنا ماجد التويجري «إنه باق مع الهلال إلى أن يحقق معه ما يطمح إليه».. وما يطمح إليه الأمير هو، بالحرف حسب تعبيره «أشياء على الصعيد الإداري وتأمين مصادر دخل إضافية ليصبح الهلال في المستقبل في مأمن من الهزات التي يمكن أن تحدث»، ونفى أن يكون الهلال في أزمة مالية، بل وصفها بحالة «عدم رغد العيش».. ولكن الأمير ترك الباب من جديد مفتوحا أمام الاستقالة في حالة واحدة هي شعوره بعدم قدرته على خدمة النادي أو ليست لديه القدرة النفسية والمعنوية والمادية على تسيير أمور النادي، وبما أن الأمير قد استقال لهذا نسأل: هل وصل الأمير لهذه الحالة فعلا، أم أن الانفعال في تلك اللحظة كان جارفا؟ سؤال سيجيب الأمير عبد الرحمن عنه بنفسه، وإن كنت أرى شخصيا أن الرجل إضافة كبيرة وكبيرة جدا للوسط الريـــــاضي وأن خسارة مبــــــاراة أو بطولــــــة ليست أهــــم من خسارة الرؤية المستقبلية التي يحملها الأمير للهلال.