أوقفوه..!

أحمد صادق دياب

TT

أجزم أن الدموع والوضع النفسي الذي كان عليه مدرب الهلال إيريك غيريتس لم يكن مصطنعا؛ لأنه ببساطة كان يتمنى لو أن النهاية مع الفريق الأزرق كانت أفضل مما آلت إليه. فهذا المدرب سيظل ملتصقا بالذاكرة الهلالية على أنه المدرب الذي لم يستطع أن يحقق للهلال أغلى الأماني، في الوقت الذي كان فيه الهلال أكثر من جاهز لحصد اللقب الحلم. والآن وقد أغلق الهلال صفحة غيريتس، أو أن غيريتس هو من أغلقها، وليس هذا هو المهم، ولكن هل تعلم الهلاليون من الدرس جيدا أم لا؟ فغيريتس سُخرت له كل الإمكانات التي لم يحصل عليها مدرب آخر، وعلى الرغم من ذلك، فإنه فضل الرحيل في أحلك الأوقات وفي ظلمة الليل.. وعلى الرغم من كل ذلك، فإن الإدارة الهلالية واصلت مساندتها له ووقفت إلى جانبه، بل ودافعت عنه أمام بعض الأقلام التي كانت ترى أن غيريتس لا بد من أن يرحل الآن أفضل من لاحقا.. وعلى الرغم من ذلك، فإن المدرب خذلها بشكل لا يمكن أن تمسحه دموعه أو حزنه.

يقول الأمير عبد الرحمن بن مساعد إنه قادر على إيقاف غيريتس عن التدريب سنتين عن طريق شكواه لـ«الفيفا»، ولا أدري لماذا لا يفعل الأمير الجميل هذا؟ لماذا نحن دائما مقصرون في المطالبة بحقوقنا التي تحفظ مكانتنا وتحمينا في مستقبل الأيام من محاولات التهرب أو التنصل من المسؤوليات والعقود؟ بينما يأخذ الآخرون حقوقهم كاملة منا.

أتمنى لو أن الأمير عبد الرحمن يتخذ كل ما يمكن اتخاذه من أجل المحافظة على حقوق الهلال ومستقبل التعاقدات السعودية، وأن تكون وقفة الهلال هي رسالة للآخرين بأن الحقوق السعودية محفوظة.

الذين كانوا يراهنون على اهتزاز الهلال فنيا بعد الخروج المر من آسيا، لا بد من أنهم صدموا بالشكل الجديد والأسلوب الذي لعب به الهلال أمام منافسه التقليدي النصر. فالهلال، خاصة في الشوط الثاني، كان الأكثر مبادرة والأكثر استحوذا على الكرة، والأكثر سيطرة ورغبة في تحقيق الفوز، بينما اكتفى زينغا بالدفاع بطريقة مملة للغاية، وكان الجميع ينتظر الهدف الهلالي، وكأن المسألة لم تكن سوى مسألة وقت لا أكثر.

النصر بكل مقوماته لم يكن مقنعا في أدائه، وأجزم أن الهدف الذي جاءه من ضربة جزاء ضاعف من خوفه من الهزيمة، فشاهدنا ذلك التراجع الكبير، حتى وصل عدد المدافعين عن المرمى الأصفر إلى ما يقرب من عشرة في معظم فترات الشوط الثاني.. هل كان ذلك رد فعل معتادا من اللاعبين، أم أسلوبا غرسه فيهم المدرب الإيطالي زينغا؟

بصراحة أكبر، لم يكن المتسبب في الأمر واضحا خلال المباراة، خاصة أن الاستسلام كان واضحا وحتى انتهاء الوقت الأصلي. وشخصيا أعتقد أن النصر كان محظوظا في الحصول على نقطة من فم الأسد.