مشكلة الأهلي.. غياب القائد وفقدان الثقة

موفق النويصر

TT

الحالة التي ظهر بها منسوبو النادي الأهلي وبعض لاعبي الفريق على الفضائيات، بعد نهاية مباراتهم مع الشباب في بطولة دوري «زين»، والتي انتهت بفوز الأخير 2/1، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الفريق يعاني من أزمة ثقة، ويبحث عن كبش فداء يلقي به في محرقة الجماهير.

الأهلي الذي لم يظهر إلا في الربع ساعة الأول والأخير من عمر اللقاء، لم يكن يستحق نقاط تلك المباراة، كونه لم يقاتل للحصول عليها، فانبرى مسؤولوه ولاعبوه لتحميل حكم اللقاء فهد المرداسي ما انتهت إليه المباراة، بخلاف منافسهم الذي تمكن لاعبوه من الوصول إلى مرمى ياسر المسيليم أكثر من مرة، ولولا براعة الأخير لكانت النتيجة تاريخية في المرمى الأهلاوي.

المتابع لمباريات الأهلي خلال الجولات التسع الماضية من بطولة الدوري، وتحقيقه لفوزين وحيدين، في مقابل 6 خسائر وتعادل يتيم، يستطيع أن يلمس أن مشكلة الفريق ليست فنية بحتة، رغم أن البداية كانت خاطئة، باختيار النرويجي يوهان سوليد، إلا أن الفريق لم يستطع أيضا أن يعود إلى طريق الانتصارات بعد التعاقد مع الصربي ميلوفان رايفيتش. تؤكد ذلك الأهداف المتوالية التي تدخل مرماه في كل مباراة، وبذات الأخطاء، حيث استقبلت شباكه حتى الأمس 17 هدفا، في حين سجل مهاجموه 12 هدفا، رغم تعاقد إدارته مع 4 مهاجمين أجانب، بالإضافة إلى مهاجميه المحليين.

ما يعانيه الأهلي اليوم، رغم تعدد النجوم، هو غياب القائد الذي يستطيع أن يضبط إيقاع الفريق أثناء المباريات، وأنا هنا لا أتحدث عن كابتن الفريق الذي يحمل شارة القيادة على يده، وإنما اللاعب النجم الذي يستطيع أن يجمع اللاعبين والجماهير حوله، ومن ثم يبث الحماس في صفوفهم.

وليس أدل على ذلك سوى ما يحدث في الاتحاد، وما يحظى به قائده محمد نور من محبة وتقدير من قبل اللاعبين والجماهير والإعلام، حتى إن البعض يعتبر الاتحاد هو نور، ونور هو الاتحاد. والجميع شاهد على التفاتة اللاعبين حول قائدهم في بداية الدوري، عندما تعرضت العلاقة بينه وبين المدير الفني للفريق مانويل جوزيه لبعض الفتور، ولم تثنهم المساجلات عن التدخل لإذابة الجليد بينهما، حتى عاد قائدهم إلى تمثيل الفريق.

أخيرا الأمير فهد بن خالد، رئيس النادي الأهلي، وهو الشخصية المهذبة والمحبوبة من الجميع، مطالب قبل غيره بضبط نفسه في تالي المباريات، إذا ما أراد أن يخرج لاعبوه من نفق الهزائم المتتالية، فتصريحاته النارية بعد كل مباراة حول الحكام ولجان الاتحاد السعودي لن تخدم فريقه، بقدر ما ستمنح اللاعبين والجماهير المبرر للبحث عن شماعة لتعليق الأخطاء عليها.. تؤكد ذلك تصريحات لاعبيه الصحافية المتشنجة، والإشارات غير اللائقة التي ظهرت من بعض جماهيره في المباراة الأخيرة.

[email protected]