كفانا هجوما إعلاميا على كرازيتش

أندريا مونتي

TT

لقد حظي حكم المحكمة الرياضية بإيقاف كرازيتش لاعب اليوفي باهتمام إعلامي كبير. وكلف ادعاء السقوط في ملعب بولونيا خلال لقاء اليوفي وبولونيا الأخير ميلوس كرازيتش إيقاف مباراتين. وفي نهاية محاكمة سريعة - أولا في التلفاز وبعد ذلك أمام المحكمة الرياضية - جاء الحكم مشددا، ولم يلتمس للمهاجم الصربي أي عذر. فقد أعلنت المحكمة في حيثيات الحكم: «دون أي شك أو تردد أخطاء الحكم بسبب سقوط تمثيلي بارع من جانب اللاعب». كرازيتش المدعي، كرازيتش النصاب، كرازيتش الممثل.

هل تم تطبيق العدل في هذه القضية؟ إن العقوبة مناسبة طبقا للوائح، فالخداع الذي يؤدي لتغيير النتيجة، بالإضافة إلى المنشطات والفساد، هو إحدى الآفات الكبرى في عالم كرة القدم. وتجب معاقبته بشدة. ولكن مثلما يعلمنا الجدل الكثير الدائر حاليا عن المحاكمة وعن المبالغة في العقوبة، لا يمكن استخلاص معنى العدالة فقط في أحكام القضاة وإنما أيضا في السياق الذي تصدر فيه هذه الأحكام. وبالتأكيد لا يتميز السياق والجو الذي جرت فيه أحداث كرازيتش بالشفافية والنقاء. إن أندريا أنيللي، رئيس نادي اليوفي، يشتكي من «عداء إعلامي». ويذهب تفكير المرء على الفور إلى الترهات التي قالها ماوريتسيو بيستوكي محلل قناة «ميدياسيت» عن كرازيتش: «كنت أعتقد أنه شخص جاد، لكنه مجرد شخص صربي». وكذلك يذهب التفكير إلى الكثير من الأخبار والأحاديث الإعلامية التي تم فيه تصوير كرازيتش على أنه مجرم منطقة الجزاء، التي أصبح فيها اللاعب الصربي كبش الفداء لسوء الأخلاق المنتشر بشدة في الوقت الحالي.

فلتأخذوا ورقة وقلما وتكتبوا كم من عمليات التمثيل نضطر لتحملها داخل الملاعب كل أسبوع. بالتأكيد ستحصون العشرات من الحركات التمثيلية الخداعية. ولعل أبرزها خلال الجولة الماضية فقط في الدوري الإيطالي، سقوط مصباح لاعب فريق ليتشي دون حتى أن يقترب منه مارتينيز لاعب فريق بريشيا، وفي نابولي سقط روبينهو لاعب الميلان، على الرغم من تألقه في ذلك اللقاء، بعد تعرضه لدفعة خفيفة في الصدر، وغطى وجهه بيديه! وأدت هذه الحركة التمثيلية إلى وقوع مشاجرة بين اللاعبين، وحصول اثنين منهم على إنذارات.

وبالتالي، كم من الأدلة التلفزيونية نحتاجها لإثبات ذلك الأمر؟ وفي المقابل كم نظارة طبية يحتاجها طاقم تحكيم مباراة بولونيا واليوفي من أجل تجنب مشكلة ضربة الجزاء غير الصحيحة التي قاموا باحتسابها وكان من الممكن ببساطة حل هذه المشكلة من خلال وجود تنبيه صوتي داخل الملعب؟ لماذا لا نستغل هذه المشكلة التي وقعت من أجل تحسين النظام داخل ملاعبنا وفي إدارة مبارياتنا؟ إن كرازيتش يبقى لاعبا فذا استطاع في أسابيع قليلة أن يسطع في سماء كرة القدم الإيطالية بموهبته وجديته وتفانيه. ومثل الكثير من زملائه البارزين الهدافين يحمل كرازيتش الموهبة في قدميه والمكر في دمه. لقد أخطأ كرازيتش، وهو الآن يدفع ثمن خطئه. ولكن أرجوكم دعونا لا نجعل منه «بعبع» الاستادات. إن صربيين آخرين هم الذين يثيرون قلقنا وخوفنا. وإذا أرادت الجماهير حقا أن تثبت أنها تفهم كرة القدم، فيجب ألا تطلق صفارات الاستهجان ضد كرازيتش. والأهم هو أننا يجب أيضا أن نوقف الشحن والهجوم الإعلامي.