الخداع مثل الفساد والمنشطات ..؟!

عبد العزيز الغيامة

TT

لا حديث يعلو حاليا في الدوري الإيطالي لكرة القدم سوى إيقاف المحكمة الرياضية المحلية لمهاجم فريق يوفنتوس الصربي ميلوس كرازيتش مباراتين مقبلتين، على خلفية تمثيله وسقوطه المخادع في منطقة الجزاء الخاصة بفريق بولونيا واحتساب الحكم الإيطالي دي يو ماركو ضربة جزاء لصالح يوفنتوس « الضربة الجزائية أهدرت !!».

هذه توطئة فيها الكثير من المعاني والدروس، وأعتقد أن اتحاد الكرة السعودي معني جدا بتطبيقها في منافساته الكروية المحلية، إن أراد أن يستفيد لاعبوه وأنديته ليس محليا وإنما خارجيا حينما تلعب المنتخبات الوطنية والأندية المحلية في الاستحقاقات ذات القيمة العالية مثل آسيا وغيرها ..؟!.

تصوروا يا أعزاء .. محكمة رياضية إيطالية لكرة القدم توقف لاعبا في يوفنتوس لأنه فقط خادع الحكم وسقط ممثلا في المنطقة الجزائية والمهاجم كرازيتش سيمثل اليوم أو ربما مثل أمس أمام المحكمة لسماع أقواله حول الحادثة ..؟!.

كم نحن بحاجة لمثل هذه المحاكم التي تعيننا على تطوير كرتنا والارتقاء بمفهوم الاحتراف الكروي السعودي.؟!.

ليتك يا رئيس المحكمة الرياضية الإيطالية تحضر هنا وتشاهد عشرات اللاعبين الكبار والصغار وهم يتساقطون أمام المرمى، رغم أن بعضهم كان قادرا على إسكان الكرة في الشباك لو كانت بنيته الجسمانية وحركته لا تريد السقوط فعلا خشية إهدار فرصة ..؟!.

أتذكر سقوط نايف هزازي « التمثيلي » أمام كوريا الجنوبية في تصفيات كأس العالم التي طرد من خلالها، وأتذكر تمثيليات ياسر القحطاني ومسرحيات ريان بلال ومحمد السهلاوي ومالك معاذ و عماد الحوسني وعيسى المحياني، ولا أنسى بالتأكيد سقوط الأخير في جزائية ذوب آهن بإيران رغبة في الحصول على جزائية ربما تضيع، رغم أنه كان بالإمكان أن يمرر أو يراوغ إن استطاع، لكنه الفكر الضيق الذي لم يسيطر على عقول نجومنا إلا بسبب تواضع الحكام الذين يديرون منافساتنا وللأسف ..؟!.

منذ سنوات وأنا أقول: إن نصف معاناة المنتخبات السعودية وأنديتها المحلية تأتي من تفاصيل ربما يراها البعض صغيرة لكنها كبيرة في وقتها ومؤثرة في متغيراتها، ولكن من يفهم يا ترى ..؟!.

بعد واقعة الصربي كرازيتش في الدوري الإيطالي يا ترى ؟ .. هل سنشاهد خداعا وتمثيلا وسقوطا غير مبرر من مهاجمي أندية الكالتشيو ؟.

يقول الناقد الرياضي المخضرم الايطالي أندريا مونتي في مقالته أمس التي نشرت « هنا » في صحيفة العرب الدولية بالتزامن مع « صحيفة لا غازيتا ديللو سبورت الإيطالية » إن الخداع مثل المنشطات والفساد واصفا إياه بأنه إحدى آفات كرة القدم التي تجب معاقبته بشدة ؟!.

يا مونتي .. إن السقوط التمثيلي البارع الذي يجد العقاب في دوريكم يمر مرور الكرام على حكامنا ولجان اتحاد الكرة .. أتدري يا مونتي .. نسمع بلجنة فض المنازعات ولا نراها .. هل تعلم يا زميلي الإيطالي أن نظام اتحاد الكرة السعودي الجديد ينص على وجود هيئة تحكيم كروية بحسب المادة « 62 » لكنه لم يسع إلى استحداثها رغم أن النظام يطالبه بذلك ..!؟.

أتمنى من كل قلبي أن نعمل على الاستفادة من هذه المحاكم لأننا فقط من سيستفيد حينما نلعب خارجيا ولا نرى وقتها نجومنا يتساقطون أمام جزائيات الفرق المنافسة ..؟!.