(التحكيم) .. مرة أخرى!!

هيا الغامدي

TT

مع كل موسم رياضي تبدأ مشكلات أنديتنا مع التحكيم، الكل يعاني والمشكلة بلا حل ولن تحل طالما نظرنا لها بنظرة بعيدة عن وجهة النظر الموضوعية المحايدة، فإرضاء «الأندية» غاية لا تدرك ولن تدرك!! ودائما الفريق الخاسر يرمي باللائمة على التحكيم إذا لم يجد شماعة أقوى لتبرير فشله وهزائمه أو (لتبييض وجهه) أمام محبيه ومتابعيه!!.

مؤخرا بدأت قضايا التحكيم تعود للواجهة، حتى مع وجود خيارات متاحة كاستقدام الحكام الأجانب مثلاً، إلا أن حتى حلاً كهذا لم يرضِ بعض الأطراف، وباعتقادي لن يرضيهم ما دام أن التركيز على نقطة وحيدة وضيقة لا يزال مفعلاً!.

مؤخرا عادت بنا مباراة الأهلي مع الشباب للمشهد القاتم الذي لا نريده ولا نحبذه إطلاقا، والمنظر الذي توقفت عنده الكاميرات والجمهور يلوّح بالنقود تجاه الحكام بشكل مؤسف وغير حضاري، وما يعنيه ذلك من كيل للاتهامات والتشكيك في ذمم (خلق الله)، مع الإيمان بأن أمورا كهذه تدخل بالذمم ولا أحد بإمكانه تأكيدها أو نفيها والعياذ بالله!!.

وأعتقد بأن مشهدا كهذا فيه تأليب وتشويه وتعدِ على الكرامة الإنسانية، نعم قد يخطئ الحكم وجميعنا خطاءون ومن ذا الذي لا يخطئ؟!!، لكن لعبة ككرة القدم قائمة أساساً على الأخطاء وكيفية استغلالها، ولولا أخطاء اللعبة لما سجلت الأهداف!! ، وهو مشهد عالمي معروف، والإشكالية ليست هنا لكنها لدى بعض الأندية التي تركز على تبرير هزائمها وكبواتها من زاوية الإسقاط على الحكام لأدنى سبب!!.

والمشكلة المزمنة التي تعاني منها تلك الأندية ليست في سقطاتها الفنية في الملاعب فحسب و لكن في طريقة تعاطيها للأمور حتى إداريا ، وإن أصبحت تُصدر ذلك للمدرجات، بل فكريا، وعطفاً على ذلك فإن المشاكل في تلك الأندية تبقى أبدية وشبه مزمنة، ومتفاقمة طالما أن العلاج بمنأى عن السبب الحقيقي!، فشعورهم بالظلم والتظلم لن يفيد معه تحكيم محلي ولا أجنبي، ومن وجهة نظري متى ما استمر الحال فلن يشعر الفريق أو يستهدي لنقطة سلبياته ويعمل على معالجتها، ولا على إيجابياته فيعمل على تعزيزها هذا إن وجدت....!!

فعين المحب ليست عن كل عيب كليلة، فهناك أعين تحب فتصارح وتبحث عن الأفضل من باب الغيرة المحمودة والمصلحة العامة، ففتح الجراح بغرض إصلاحها ومعالجتها أفضل من تضميدها وطمسها بوجعها وعلتها، وأتساءل ، هل تخلو أنديتنا من النقائص والعيوب على كافة الأصعدة لترمي بكبواتها على التحكيم (أم القضايا المستهلكة)؟!!.

يا هؤلاء كفى تحقيرا لذائقة ومظهر كرتنا ورياضتنا السعودية، دورينا الأقوى عربيا متابع ومشاهد في كافة البلاد العربية، ذلك ما لمسته من أكثر من مصدر عربي، فلا تشوهوه بحركات اعتباطية لا تخلو من «البهلوانية» تجاه بشر مثلكم لديهم عائلة ومكانة في المجتمع تستحق أن تحترم على أدنى تقدير!! ، فالحكم الذي تشوهون قيمته أب وأخ وزوج وإنسان جاء لينجح ويؤدي رسالة إيجابية فقط، والله الهادي إلى سواء السبيل..!.

[email protected]