«جنّي» يحكم مباراة كرة قدم

مساعد العصيمي

TT

تبارت كثير من الرؤى في ماهية عالم الجن.. ويبدو أن صديقي الذي حلف بأغلظ الأيمان أنه قد سمع من شيخ جليل عن أن عالم الجن مشابه لعالم الأنس.. فهناك تجارة وصناعة ورياضة.. قد وقف على مبتغانا وطلبنا، خاصة أن التاريخ ما زال يردد على مسامعنا قصة مصباح علاء الدين، وكيف أن الجني يخرج ليقول لمن حك جانب المصباح: «شبيك لبيك خادمك بين يديك».. ويحقق له كل أمانيه الاقتصادية، وهذا شأن تجاري.

وبعيدا عن الأساطير والروايات؛ فنحن كمسلمين دستورنا القرآن نؤمن بالجن كما ذكر لنا القرآن، وإن اختلف علماء المسلمين في كيفية تأثيرهم ومسهم لأقرانهم الإنس.

لكن ما يهمنا هنا أن نستوضح أكثر عن كيفية الاستفادة منهم في عالم الاحتراف الكروي الذي نعيشه، لا نريد أن يكونوا محترفين «جنانوه» أجانب، بل نريدهم محليين.. خاصة أن من بينهم من تجاوز وحضر من الهند ليدلف إلى جسد امرأة سعودية كما تبارت الصحف من قبل في نقل الخبر وتأكيده.. ما علينا، نريد منهم حكاما ولاعبين.. وخاصة مهاجمين وأظهرة، في ظل النقص في هذين المركزين.. ونشدد على أن نستعين منهم بحكام دوليين، وهذا مهم جدا، وهو بيت القصيد، حتى يكون للحكم هيبة خاصة، في ظل التجاوز السافر من مسيري الأندية على التحكيم، سواء المحلي أو الأجنبي.. ويحدد العقاب على من تجاوز على الحكم ظلما وبهتانا أن يدخل في جسده، ويستقر فيه لفترة تحدد بالاتفاق مع لجنة التحكيم، التي أتمنى أن يرأسها أيضا جني من أصحاب الخبرة، وأجزم أنه كافٍ وسيغنينا.. وأتوقع أن ننعم بعد كل مباراة بهدوء لا يضعف استمتاعنا بالمباراة، والأكيد أنه سيزيد من تفعيل مسيري الأندية لجوانب مفيدة لفرقهم، بعد أن يتركوا التركيز على التحكيم الذي استهلك تقريبا نصف أحاديثهم الكروية.

لا تستخفوا بهذا الاقتراح فقط ادرسوه بتمعن.. خاصة أن مجتمعنا الكروي قد سئم من أسطوانة نقد الحكام وتحميلهم مسؤوليات الخسارة في كل صغيرة وكبيرة، حكام أجانب «ما رضوا»، محليين «ما رضوا».. وماذا يعمل اتحاد الكرة بعد هذا؟ أعتقد أنه طلب من المريخ حكاما، لكن لم يصله الرد حتى الآن.. وما بقي إلا الاستعانة بالجن.. لعل وعسى أن يكون القرار النهائي والحاسم للقضاء على أسطوانة التحكيم التي ابتلينا بها.. ولم نجد لها حلا.. مع أن الخبراء المدركين قد أكدوا لنا أن العيب ليس في التحكيم، بل في تساهل اتحادنا مع المتجاوزين عليه، خاصة أن أخطاءه تحدث في كل مكان، وبنفس الدرجة التي لدينا، وأحيانا أشنع.. والأكيد أنها لم تمنع الأفضل من أن يكون مفضلا.

نسيت.. فقبل أن أختم لا بد أن تكون هناك رؤية واضحة تجاه الاتحاد الآسيوي إذا ما كان سيعتبر الحكام من الجن حكاما مواطنين أو..لا.. وعلينا أن نقنعه بمواطنتهم، حتى نستطيع أن ننضوي تحت نسبة الـ80 في المائة التي حددها!

[email protected]