ملكة الجمال.. بين الواقع والخيال!

صالح بن علي الحمادي

TT

للعنوان أعلاه رابط وثيق بناشئي وشبان الألعاب الرياضية.. لذا من بدأ في القراءة بحثا عن ملكات الجمال وحكايتهن ننصحه بالانصراف لما هو أجدى.. كي لا يتحسر «في الآخر» على دقائقه التي أهدرها في شأن رياضي!

ليل السبت الماضي، وملكة جمال الولايات المتحدة الأميركية، بنت «الميلز» ألكسندريا، ذات الـ«18» ربيعا، تتوج «ملكة لجمال بنات العالم لعام 2010». كان كاتب هذه السطور يتنقل بين بائع لمهور ومهرات «مزاد» بنات الريح.. وزائر لعرض ملكات جمال «شياه النجدية» على الطريق السريع الرابط بين الرياض العاصمة، ورماح المحافظة الجميلة!

وبعدما شاهدت في الصفحة الأخيرة من عدد «الشرق الأوسط» أمس تلك الدموع «الحارة» في عيني الفتاة الشقراء الفاتنة.. قلت: يا بنت.. طريقك ما أطوله!.. إذ أن أمامها طريقين.. إما نجومية محترمة، وأسرة وثراء فاحش، أو نفق مظلم يعج بالذئاب البشرية، ممن يتخصصون في إسقاط مثل هذه المراهقة التي فازت بلقب عالمي، وهي في منتصف عقدها الثاني! أما علاقة ذلك بالرياضة وناشئيها وشبانها.. فهنا تبدأ الرواية!

يا سادة ويا أحبة ويا كرام.. رياضيو العالم ممن يلامسون مجدا رفيعا «عالميا» في سن مبكرة وينالون منه ملايين الدولارات، البعض منهم يشق طريق النجومية وينجح متى وجد البيئة المناسبة.. من المنزل مرورا بالمدرسة حتى النادي.. والبعض الآخر قليل التربية والتعليم.. ناقص العلم والمعرفة والثقافة.. فالغرور أقرب إلى طريقه.. ولئن سلم من ذلك.. «البعض» يجرفهم رفاق السوء نحو عدم الانضباطية «حد» التفريط في النجومية المحترمة في سن مبكرة!

وفي حالات.. وعندما يتوافر المال «السايب» الذي يقع في أيد لا تحسن إدارته.. الخطر لا يتهدد الناشئين والشباب.. بل حتى الكبار من النجوم المحليين أو المحترفين.. وهنا فتشوا عن الإدارة.. وهذا ليس موضوعنا اليوم، إذ إن له طرحا خاصا به قريبا!

يشرح لي مدرب وطني عمل في تدريب ناشئي ناد عاصمي كيف أن الكثير من المواهب غير الاعتيادية قضي عليها.. بسبب عدم توافر البيئة الاجتماعية القادرة على احتواء تقلبات عقليات هؤلاء النشء.. من شباب اعتياديين إلى رياضيين موهوبين موعودين بنجومية كبرى! لولا سطوات كثر!

الواقع والتجارب.. كثيرا ما يؤكدان ضرورة ربط إنجازات الشبان الموهوبين ببيئة صحية تعليمية اجتماعية جيدة كي تستمر وتتطور موهبتهم لأطول فترة ممكنة.. وسط إشراف إداري تربوي نموذجي، لا «للشخصنة» و«التشخيص» حد «التخبيص» دور فيه!

أما الخيال فتجد أولياء أمور هؤلاء الشبان بمجرد نبوغ موهبة أبنائهم الرياضية قد سرحوا ومرحوا في خيالات واسعة، وأصبح كل منهم يرى في ابنه «مارادونا» زمانه ومكانه.

أخيرا وبالعودة للآنسة ألكسندريا نقول: يا ملكة الكون لياليك ما أطولها.. ولذا عليك بالواقع والواقعية.. واتركي الخيلاء والخيال!

[email protected]