الأهلي.. ما تفكر فيه تحصل عليه..!

منيف الحربي

TT

الحال الذي وصل إليه فريق كرة القدم بالنادي الأهلي لا يسرّ أيّ رياضي يحب متعة اللعبة ويتمنى عودة التنافس المثير بين أنديتها الكبيرة، وإذا كان مستوى الفريق هذا الموسم يأتي امتدادا للانحدار المستمر طوال المواسم الماضية مع غموض كبير حيال استعصاء «التشخيص والمعالجة» على رجال القلعة، فإن الغريب هو استمرار التعاطي الأهلاوي مع المصاعب بذات الطريقة العقيمة، ويكفي المتابع رؤية التشنج الذي تكون عليه جماهير الأخضر ولاعبوه وإداريوه في كل مباراة، ليدرك أن الداء الذي كان متركزا في بعض المواقع قد استشرى وانتشر، مما يصعب المعالجة ويطيل مدة الاستشفاء.

لخبراء تطوير الذات وتنمية القدرات مقولة يرددونها دائما: «ما تفكر فيه تحصل عليه»، وهي عبارة تدور حول قوة الإيحاء، أي عندما تركز على شيء تجده، ويضربون مثالا. لو قلت لأحد: «لا تفكر في قلم ذهبي لامع تضعه في جيبك»، فإنه رغما عنه سيخالفك ويفكر بالقلم ولونه ومكانه. وبالتالي فإن المطلوب هو التركيز على الحل لا المشكلة، أي أنه للتخلص من الخوف فالمطلوب هو التفكير بالشجاعة والتركيز على كيفية تحقيقها، أما التركيز على الخوف فهو سيبقيك أسيرا له!

ما يحدث في الأهلي مزعج، فالجميع، إداريين ولاعبين وجماهير وإعلاما، صار لديهم إيمان كامل ويقين لا يتزعزع أن التحكيم هو سبب ضعف الأهلي، وعندما جاء فرنسي وخسروا كان تعليقهم أن المحلي أفضل، وحينما اختارت لجنة الحكام أفضل حكم سعودي وخرج بالمباراة الحساسة دون أخطاء لوّح المدرج الأهلاوي بالنقود في مشهد مؤسف لا يحتاج إلى تأويل، وهذا المشهد نتاج طبيعي لتغذية يومية مشحونة بالتصورات الواهمة.

الأخطاء التحكيمية أضرت بجميع الأندية، وكون الأهلاويين يرون أنهم الأكثر تضررا وأن هذا الضرر يأتي عن سبق إصرار وترصد فإنه لا أحد يستطيع إخراجهم من هذه الدوامة إلا هم أنفسهم.. وإذا استمروا بهذه القناعات فمن الطبيعي أن يحصلوا على ما يفكرون فيه!

الأهلي كيان عريق وتاريخ مرصع بالذهب، ووضعه الحالي ليس بذاك السوء فهو (في رأيي) يقف مع النصر والاتفاق بذات الصف، لكن استسلام الإدارة لتيار الغضب من التحكيم جعلها جزءا من الصورة السلبية، بينما كان يجدر بها أن تكون خارج إطار الاهتزاز كي تتمكن من رؤية المشهد وتعديله.. وكم أتأسف حينما أرى رئيس النادي بعد كل مباراة يغالب مشاعره ويقول كلاما لا يختلف عن كلام المدرج، بينما لو قلب الصورة وتحدث بثقة عن أن المسألة مسألة وقت وأن الأخطاء باتت قليلة وستختفي بإذن الله ليظهر الأهلي الحقيقي، فإن ما يفكر فيه سيحصل عليه!