اختبار النضوج

لويجي جارلاندو

TT

اجتاز فريق يوفنتوس الامتحان التحريري في الجولة السادسة من الدوري الإيطالي بتعادله القوي أمام الإنتر (0/0)، من دون ارتعاد. وعاد، أول من أمس السبت، إلى سان سيرو من أجل الامتحان الشفهي، وفاز على الميلان (2/1). لقد اجتاز فريق السيدة العجوز الاختبار باقتدار، ووجدت بطولة الدوري الإيطالي رسميا من جديد بطلا جديرا بالقمة. فقد فاز فريق ظل خارج الطوارئ، وخسر فريق ميلان المتوهج بإمكانات لاعبيه الكبار، لكن بعدها على الفور جاءت صفعة كوالياريلا، ولم ينجح الميلان في التعامل مع المباراة كفريق. كما فاز الإنتر الذي يتقدم على الميلان في الترتيب ويلملم جراح لاعبيه المصابين.

إذا كان الميلان قد فقد ذاته بعد الهدف الأول، فإن اليوفي قد سبح ضد التيار بقوة وجسارة، فقد حضر من دون كرازيتش، اللاعب الأكثر لمعانا في الجزء الأول من الموسم، وفقد خدمات كيلليني، رمز الدفاع، خلال الإحماء. هذا غير كاف. فالميلان كان ثائرا لما يزيد على 20 دقيقة ووجد يوفنتوس نفسه يلعب من دون أن يصل إلى الكرة. أخرج رأسه من الماء، واستنشق بعض الهواء، وعاد إلى المباراة، فقد وضعه الخصم في صعوبة. لكن في تلك المرحلة من المعاناة التي تظهر يكون تماسك روح الفريق التي شكلها ديل نيري على صورته ومشابهته، منذ بداية الموسم، ويسمع صوت مطرقة الحداد الغليظة.

اليوفي سجل في أودينيزي 4 أهداف، ودخل مرماه 3 أهداف أمام باليرمو، وعلى السندان كان هناك منتج غير واضح المعالم، وكان الحداد ديل نيري يطرق صبورا لتصحيح العيوب. الدفاع الذي في مباراتي باليرمو وكالياري دخل فيه 5 أهداف، في الجولات الأربعة التالية لم تعد تدخل مرماه أهداف. والفضل يرجع لتنظيم الفريق الذي هو الكنز الحقيقي لديل نيري. التنظيم والإدراك لمشروع ما يعطي ثقة، ولهذا لم يعد فيليبي ميلو هو الثائر سريع الغضب كسابقه، لكنه يبتسم ويرقص ويهيمن. ديل بييرو، الذي كان قد صار عبئا بالنسبة لفيرارا مدرب الفريق السابق، تابع الدقائق الأخيرة في لقاء أول من أمس وهو يستند بمرفقه على مقعد البدلاء، متبادلا أطراف الحديث مع ديل نيري، كما لو كانا صديقين يجلسان على طاولة في المقهى. الفريق صلب كالغرانيت، ومتماسك. إنها ميزة كبيرة قد لا تكون كافية. حينما أخرج فريق الميلان مهاراته، في بداية المباراة، وجد اليوفي صعوبة في الرد، وفي هذا الجانب يتعين على اليوفي التطور، فهنا رهان على لقب الدوري الذي بإمكان كرازيتش، أكويلاني، ديل بييرو ورفاقهم الفوز به.

وعلى العكس، قال للميلان «يؤسفنا.. عد إلى حيث جئت». لقد رأينا مرة أخرى ثلاثيه الهجومي الفذ يفرح بإفراط (في البداية) ثم يعاني (بعدها)، فمن دون مساهمته من الصعب للغاية استرداد الكرة وسد الثغرات. الويل أن يجتاز ريال كريستيانو رونالدو في الاختبار المقبل، في دوري الأبطال، والذي سجل هدفين أيضا، أول من أمس، ليرتفع رصيده إلى 12 هدفا في 7 مباريات. من الأفضل دراسة التنظيم بسرعة، ولو من خلال ملخص، كي يجتاز الامتحان الصعب.