لماذا «الرياضية» ليست على القمر الأوروبي؟

موفق النويصر

TT

أن تكون أحد المقيمين العرب في الخارج وترغب في معرفة ما يدور في وطنك الأم، فأنت أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الاكتفاء ببعض القنوات العربية والخليجية المتاحة عبر القمر الأوروبي «هوت بيرد»، أو السكن في منزل مستقل لتتمكن من تركيب طبق لاقط لأحد الأقمار العربية «عرب سات» أو «نايل سات»، لاستحالة تركيب هذه الأطباق في العمائر السكنية المزودة فقط بالقمر الأوروبي، وحتى هذا الخيار غير متاح دائما، نظرا لتأثر الإشارة المستقبلة من هذين القمرين بالتغيرات المناخية المتقلبة طوال اليوم.

وحتى وقت قريب كانت القناتان؛ السعودية «الأولى» و«الثانية» المشاهدة عبر القمر الأوروبي تحظى بمتابعة محدودة، نظرا لقلة عدد السعوديين المقيمين في أوروبا، ولضعف البرامج المقدمة عبرها مقارنة بالفضائيات العربية أو الخليجية الأخرى، وإن كانت تتفوق عليها بالنقل الحي والمباشر للصلوات المفروضة والتراويح في رمضان المبارك من المسجد الحرام في مكة المكرمة، والمسجد النبوي في المدينة المنورة.

ولكن بعد بدء برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي قبل سنوات، وتواجد آلاف السعوديين المبتعثين لأوروبا بعوائلهم، بالإضافة إلى المتواجدين للعمل أو العلاج، فقد تغير الحال كثيرا، وأصبح من المهم جدا أن يؤخذ بعين الاعتبار هذه الفئة، ومدى أهمية ارتباطهم ببلادهم إعلاميا.

المحير في الأمر أن المسؤولين في وزارة الإعلام السعودية الذين تنبهوا، ومنذ سنوات، لأهمية تواجد قنواتها التلفزيونية عبر القمر الأوروبي، ما زالوا لم يحركوا ساكنا تجاه باقي القنوات، وبخاصة «الرياضية» و«الإخبارية» منها، وهما اللتان نجحتا في سحب البساط من تحت أقدام «الأولى» و«الثانية»، بنقلهما للنشاط الرياضي السعودي المختلف، وتسليط الضوء على المتغيرات الاجتماعية التي يشهدها المجتمع يوما بعد آخر.

الغريب أن المشاهد السعودي، في الداخل، الذي أجبر على متابعة فعالياته الرياضية عبر الفضائيات الخليجية، أصبح مجبرا أيضا على متابعتها في الخارج على ذات القنوات، وذلك بعد أن تنبه مسؤولو هذه الفضائيات لحجم الجالية السعودية في الخارج، فقرروا الحفاظ على تواجدهم لدى الشارع السعودي حتى وهو في المهجر، عبر بث بطولاتهم الرياضية عبر القمر الأوروبي، كل ذلك وسط غياب تام للقناة «الرياضية» عن أخذ زمام المبادرة، وإيصال صورتها أو صوتها لأبنائها في الخارج بنفسها.

قد يكون مبررا أن تمتنع القناة بعدم نقل بثها خارج حدودها الجغرافية لو كانت تملك حقوق نقل بطولات خارجية، ولكن واقع الحال يقول بغير ذلك، فجميع الفعاليات التي تتولى نقلها قناة «الرياضية» محلية، وحتى المباريات التي تنقلها من وقت لآخر لبطولات أميركا الجنوبية، فيمكن التعامل معها كما تفعل باقي القنوات الخليجية الأخرى، من خلال نقل مباريات بديلة لها في ذات التوقيت عبر القمر الأوروبي.

فهل سيأتي اليوم الذي يشاهد فيه السعوديون المبتعثون في أوروبا وأميركا قنواتهم المفضلة في محل إقامتهم الجديد؟ سؤال إجابته لدى الدكتور عبد العزيز خوجة، وزير الإعلام السعودي، ومساعده الأمير تركي بن سلطان، المشرف العام على القناة «الرياضية».

[email protected]