رسمياً (لاعب كرة قدم محترف)

هيا الغامدي

TT

طالعتنا الأنباء عن قرب اعتماد قيد «مهنة لاعب كرة قدم محترف»، لتصبح مهنة عمل رسمية معترف بها في نظام العمل والعمال والتأمينات الاجتماعية، وما يعنيه ذلك من قرب الاتحاد السعودي التعاون مع لجان الاحتراف، وشؤون اللاعبين لتثبيت تلك الوظيفة في قوائم وزارة العمل، والشؤون الاجتماعية.

تحركا إيجابيا كهذا يحسب لمختلف الجهات ذات العلاقة، التي بدأت تنظر للمهنة نظرة احترافية أكثر بالذات، وهي تخص لاعبا محترفا ليس لديه وظيفة عدا كرة القدم، والنظر لما سيؤول إليه وضعه الاجتماعي المهني الصحي... بعد اعتزاله وتوديعه للكرة.

(إنسانيا)... لو نظرنا للمسألة نجد بأن هناك لاعبين أفنوا عمرهم في الملاعب، ونالت منهم الشهرة ما نالت غير أنه مع توديع الكرة يكونوا قد ودعوا (لقمة العيش)، الدخل الشهري أيضا الذي يدر عليه المال الذي تتطلبه المعيشة، فاللاعب (إنسان) لديه أسرة ومستقبل ينبغي التأمين عليه وتوفير كافة متطلباته، وحينما ننظر للمسألة التي تختص بشؤون وأوضاع اللاعبين لا نجدها متساوية، فهناك من يملك الذكاء والنضج الفكري لرسم خطوط عريضة أكثر اطمئنانا وأماناً من اللاعبين، ويضع الخطط الإستراتيجية التي تتيح التأمين على مستقبله بالاستثمار في مجال العقارات والمطاعم.....!!

وعلى الرغم من ذلك فإن النظرة الاقتصادية المستقبلية ليست ذاتها لدى جميع اللاعبين تجاه رياح الزمن الغابر، فهناك من أضاع حياته الكروية دون فائدة تُجنى إيماناً بمبدأ «اصرف ما في الجيب....، فالغيب أو الرزق لا يأتي إلا باستمرار العمل وتواصله، وأعتقد جازمة بأن تحركاً رسمياً كهذا الذي يُفّعل العمل على تأمين مستقبل اللاعب بعد اعتزاله، سواءً من خلال الراتب التقاعدي أو التأمين على أمور العلاج والضمان مسألة بغاية الأهمية خاصة تجاه من عمل على إسعادنا، وأهدى لنا الفرح والبطولات، وهو أقل ما يجب أن تقوم به تلك الجهات تجاه هؤلاء الرياضيين.

فو الله إنه لمحزن حد الألم أن ترى لاعباً ملك الدنيا صيتا وشهرة ومال، فسارت به نوائب الدهر تجاه الفقر أو العوز وإراقة ماء الوجه والسؤال طلباً للحاجة أو تسديد الديون أو رغبة بالحصول على فرصة علاج...!.

أعجبتني فكرة الحكم الدولي السابق «جمال الغندور» الذي طالب «بمهنة مدرب حكام» وأجدني أنساق لذات التيار مطالبة بمثيلاتها بمجال التحكيم والتعليق....، إذا ما أردنا حياة كريمة منظمة تشجع أي إنسان للولوج للمجال الذي يعشقه والانخراط فيه بأريحية تبعثها أمورا تعمل على تثبيت الأقدام أكثر وأكثر، ومن أهمها التأمين على المستقبل، وأتمنى من أنديتنا التعاقد مع مستشارين متخصصين في الاستثمار للتأمين على مستقبل لاعبيها.

فالثقافة الاستثمارية ليست مشاعة بالشكل والكم الذي ينبغي، وإن وجدت فقد لا يتوفر الزمن ولا الفرص ولا حتى الخبرة الكافية للاعب لعمل كهذا، وبالمناسبة فإن ما تم عمله سابقا من صناديق لاعبين وتكافل وغيرها لا تعتبر بديلا استراتيجيا للخطوة المقبلة التي ينوي اتحاد القدم وأوضاع اللاعبين عمله واعتماده «مهنة لاعب كرة قدم محترف».

[email protected]