حراج البطولات..!

منيف الحربي

TT

الأعجب مما ظهر في موقع الاتحاد الدولي حيال بطولات الأندية السعودية هو رد الفعل المتشنج، سواء من قبل الذين احتفوا بالأرقام المغلوطة أو ممن صار همهم الرد بنفس الأسلوب، حتى غدا تأريخ البطولات حراجا شعاره العبارة الدارجة على ألسنة «الشريطية» (من يزود) فوصلت الأرقام للثمانينات في خلط مقصود ومستغرب.. وعندما يصبح التاريخ رهنا للعواطف والتحدي تضيع الحقيقة وتختفي المصداقية!.

من يتابع الاندفاع السطحي تجاه قضية لا تحتمل الاجتهادات، يحبطه هذا الواقع الأليم، واقع العقليات وواقع فقر المعلومات الرسمية التي يجب أن تكون لها الكلمة الفصل في شأن كهذا، فالخلاف ليس حول رأي قابل للتعدد كي نقول رؤية يمكن أن تؤخذ من عدة زوايا، والعملية ليست سباقا نحو التدوين حتى يركض كل ناد لإحصاء بطولاته.. لا.. القضية تاريخ وأرقام وحينما نقول تاريخا لا نتحدث عن العصر الحجري بل عما يقارب الأربعين سنة وهي فترة قصيرة وبداية قريبة لا تستحق كل هذا الغموض!.

المزاد مفتوح لكل أطياف الرأي المتشنج المستعد لأخذ الموضوع إلى أقصى حدود الخلط والمغالطات، والحل هو في صوت رسمي لديه من المعايير والمصداقية ما يمكنه من فرز الحقيقة الناصعة وتقديمها للناس دون مجاملات أو مواقف وسطية تبحث عن رضا الجميع.. فهل يظهر هذا الصوت أم يتوارى خلف الوعود القديمة والتعامي المعهود!.

طاسة الاتحاد

لا أعرف مصدر أو أصل مقولة «الطاسة ضايعة» لكنها اشتهرت للدلالة على تنامي الفوضى في مكان ما وعدم وجود من لديه القدرة على ضبط الأمور.. والحال التي يمر بها العميد حاليا ينطبق عليها هذا الوصف تماما.

مع احترامي الكامل لمحمد الباز المشرف على فريق الاتحاد فإني لا أعرف كيف يصف الوضع بأنه احترافية تتلخص في فصل فريق كرة القدم عن الإدارة، لأن الفردية الحالية وتبني سياسات مركز النفي الإعلامي والوهن الظاهر على إدارة النادي، كلها عوامل تشير لترهل وتفكك بطيء سيدفع الفريق ثمنه غاليا إن لم يتم تدارك الأمور، وها هو الاتحاد رغم إمكاناته العناصرية والتدريبية وصدارته المطلقة يهبط تدريجيا ويعود للوراء نحو المزيد من المشكلات المتفاقمة التي ضخمها العناد!

كان بإمكان القائمين على الفريق حل المشكلات الصغيرة من البداية لو توافر لديهم قدر من التواضع وتقدير وجهات النظر الأخرى، لكن حينما يكون للأوهام سلطتها وللدعايات الفارغة سطوتها، من الطبيعي أن تكبر المصاعب ويصغر الطموح!