الفرق الإيطالية تتقدم في دوري أبطال أوروبا.. ولكن ببطء

باولو كوندو

TT

«لا شيء مستحيل»، هكذا كان يقول شعار إنجليزي قديم، ومع إحراز إنزاغي لهدفه الثاني في مرمى فريق ريال مدريد خلال مباراة الميلان وريال مدريد في دوري أبطال أوروبا لا بد أن يتبادر إلى الذهن أن مفهوم المستحيل هو بالفعل أمر تافه بالنسبة لمن لا يؤمنون حقا بوجود المستحيل.

ودون أن يلعب «بقوة» بل بالاعتماد فقط على الموهبة وحسن استغلال المساحات والانتشار فيها، تمكن فريق ريال مدريد من السيطرة على اللقاء وكان يبدو قريبا من تحقيق أول فوز في تاريخه على استاد سان سيرو.

لكن نزول بيبو إنزاغي كان بمثابة صدمة كهربية على جسد الميلان الذي يشعر بالحزن بسبب أدائه السيئ، لكن تسجيل إنزاغي لهدف التعادل 1/1 جعل فريق الميلان يدخل في طور الشجاعة المعتاد ويسجل هدف التقدم 2/1.

ورغم أن هذا الهدف جاء من تسلل فإن ذلك الأمر لا يعدو مجرد خبر وأحد تفاصيل اللقاء (وهو ليس بخبر جديد على كرة القدم بل يدخل ضمن دائرة الجنون التي أحيانا كثيرة ما تسود في عالم الكرة).

لقد أعاد هدف التعادل الذي أحرزه بيدرو ليون قبيل نهاية اللقاء لصالح فريق ريال مدريد اللقاء إلى واقعه الفني، لأن الفريق الملكي للأمانة لم يكن يستحق الهزيمة، لكن هذا التعادل حافظ للميلان على موقع جيد في ترتيب المجموعة. وهو نفس الأمل الذي أنعش فريق روما، بعد فوزه خارج ملعبه على فريق بازل السويسري وتعويضه للخسارة من نفس الفريق على أرضه قبل أسبوعين. وإذا أضفنا إلى هاتين النتيجتين اللتين تحققتا نتيجة اللقاء السابق للإنتر، الذي لقي هزيمة غير خطيرة فيما يتعلق بتأهله للدور الثاني لكنها مقلقة لانعكاسها على ترتيب الفريق في المجموعة والتهديد بفقد المركز الأول، فسنرى صورة عامة جيدة ومبشرة للفرق الإيطالية على المدى القصير، لكنها صورة أكثر إثارة للقلق والمخاوف فيما يتعلق بقرعة دور الـ16.

فالفرق التي تحتل المركز الثاني في هذا الدور (ويعتبر فريق الإنتر هو الفريق الإيطالي الوحيد الذي يحتفظ ببعض الأمل في احتلال المركز الأول) ستجد أنفسها عند إجراء قرعة الدور التالي في شهر فبراير (شباط) في مواجهة فرق ريال مدريد وبرشلونة وتشيلسي ومانشستر يونايتد وبايرن ميونيخ والآرسنال. وبالتأكيد هناك طرق أكثر راحة لقضاء الشتاء.

إن المقاومة الصعبة لفريق الميلان أمام الثنائية القوية لفريق ريال مدريد «المهارة الفنية والسرعة» - ويبدو أن مورينهو يقوم في الوقت الحالي ببناء فريق العمر - لم يختلف عما فعله في الإنتر قبل عام مضى عندما تعادل مع فريق برشلونة من دون أهداف في استاد سان سيرو بدور المجموعات.

وقد انتهى اللقاء حينها بالتعادل السلبي لأن فريق برشلونة لم يلعب هو الآخر «بقوة» في ذلك اللقاء، وإذا قال لكم شخص ما إنه في ذلك اليوم قد توقع أن ينجح الإنتر في إقصاء فريق برشلونة من الدور قبل النهائي فإنه كاذب. لكن تذكر هذه الأحداث الماضية لابد أن يوحي إلى أليغري مدرب الميلان بالاستمرار في عمل ما زال يضع خطته في الوقت الحالي، لأنه بدلا من عجوزين ماهرين لا يهدآن مثل إنزاغي وغاتوزو يلعب حاليا شاب صغير بعيد عن مستواه هو باتو ولاعب في منتصف العمر الكروي لا يتحرك للأمام أو للخلف أمام الفرق الكبرى هو رونالدينهو.

وإذا قام نادي الميلان خلال شهر يناير (كانون الثاني) المقبل بتدعيم صفوف الفريق بلاعبين في مراكز خططية (الدفاع ووسط الملعب) وليس مراكز تقليدية فنية (لأن الفريق لديه وفرة في المهاجمين وصانعي الألعاب)، ربما يتمكن فريق الميلان حتى مع احتلاله المركز الثاني في هذا الدور من تحقيق نتائج مبهرة في الأدوار القادمة من البطولة خلال الربيع المقبل.