رسائل يمنية.. تستحق التوقف!

عبد العزيز الغيامة

TT

عشرات من الرسائل الإلكترونية اليمنية تلقيتها بعد نشر مقال لي في هذه الزاوية قبل 3 أسابيع كان عنوانه «خليجي 20.. هل يجب أن تقام؟!».. كانت متفاوتة ومتباينة الطرح.. منها ما ذهب للاتفاق معي على ضرورة التأجيل حتى تهدأ الأوضاع في اليمن.. وأخرى هاجمتني ووصفتني بالمحرض بنقل البطولة «الودية» الإقليمية التي غرق أهل الخليج بحبها رغم أنها أكثر البطولات قتلا لمسابقاتهم الكروية وخططهم الاستراتيجية على الصعيد الإداري والتنظيمي..!

كثيرون قالوا: لي لماذا لا تقف بنفسك وتأتي إلى عدن لتشاهد الأوضاع الأمنية «الهادئة جدا» هناك؟.. ولم تقتصر هذه الدعوة من مواطنين في اليمن أكن لهم كل الاحترام والتقدير، بل امتدت إلى رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم أحمد العيسى الذي أعلن صراحة قبل أيام أن اتحاد بلاده الكروي على استعداد لاستقبال الصحافيين الخليجيين ليشاهدوا بأم أعينهم الوضع الأمني المستقر في عدن وأبين..!

بالنسبة لي ربما لم يفهم كثيرون الرسالة التي رغبت في إيصالها إلى المعنيين بالأمر في ما يخص إرسال منتخبات الخليج إلى عدن في ظل الوضع الأمني الذي نقرأ عنه كثيرا في كل الصحف العربية، والذي يشير إلى أنه ليس بالوضع المناسب على الأقل في هذه الأيام.

قبل أسبوع كشفت وزارة الداخلية اليمنية على موقعها الإلكتروني عن إحباطها محاولات تفجير منشآت حيوية في عدن الجنوبية التي يفترض أن تستضيف «خليجي 20»، اعتبارا من 22 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وهذه المحاولات كانت ستقوم بها عناصر تخريبية كانت تحمل معها أطنانا من المتفجرات والصواعق وغيرها..!

لست هنا بالساعي إلى تفصيل ما جاء في البيان الرسمي اليمني، بيد أنني أؤكد أن الوضع وحتى هذه اللحظة لم يصل بعد إلى درجة الاطمئنان على مشاركة المنتخبات ونجاح اليمن في توفير الهدوء المعنوي لـ7 منتخبات خليجية..!

مهم جدا أن يدرك اليمنيون أننا أكثر رغبة منهم في تطوير قدرتهم وإمكاناتهم التنظيمية ونجاح البطولة حينما يستضيفونها، لكن حين يكون الوقت مناسبا، في رأيي..!

أفهم جيدا أنهم لن يبالغوا في إرسال إشارات الاطمئنان لكل المنتخبات الخليجية بأن الوضع الأمني جيد، بمعنى أنهم لن يغامروا في إقامتها وهناك من يتربص بها لإفشالها..!

ما كتبته هو أن الأمر يحتاج إلى تقييم رسمي للحالة هناك.. إن كان الوضع عاديا جدا فلا مانع من المشاركة، أما إن كان العكس فالتأجيل مطلوب، وتقام في الوقت المناسب من دون نقل إلى مكان آخر، على الأقل لأن هذه البطولة ليست بتلك التي ستجعل منتخباتنا الخليجية في أحسن حال قبل نهائيات أمم آسيا 2011 المقررة في الدوحة مطلع العام المقبل.

[email protected]