صدارة الأصفرين

منيف الحربي

TT

في تنافس هش، يلتقي بعد غد الأربعاء متصدر الدوري مع وصيفه، وسط أجواء تنافسية باردة وغير مثيرة، ولعل من العوامل التي تناوبت على إيصالنا لهذا الوضع الباهت كثرة التوقفات والتأجيل، إضافة إلى الصخب الذي سرق إثارة اللعب من أقدام اللاعبين ليضخها عبر الشاشات والصفحات، وهي إثارة ناقصة مهما بلغت سخونتها لأنها قلبت المعادلة وشوهت الصورة.. فهل ينجح العميد والعالمي في إنصاف سمعة الدوري السعودي وإعادة رسم شيء من ملامح التنافس الحقيقي، خاصة وهما يتمتعان بكل عناصر المعادلة من نجوم وتقارب نقطي وترقب جماهيري؟

الواقع أنهما مؤهلان لترسيخ طقوس المتعة الكروية وإن كانت مسيرتهما القريبة تحظى بالكثير من التشابه، فالاتحاد على الرغم من انطلاقته المتوثبة الباكرة فإنه سرعان ما تعثر بالتعادلات المتتالية مع فرق يفترض (نظريا) أنه الأقرب منها للفوز، بينما النصر غادر المنطقة الرمادية بفوز مقنع على الأهلي قبل أن يظفر بتعادل جيد مع الهلال ثم استعاد لغة الانتصارات مع الاتفاق والحزم ليصل محطة ختام الدور الأول بهذه المواجهة المهمة.

خلال الأيام القليلة الماضية كانت هناك أصوات نصراوية تهمس بأن النقاط الثلاث في متناول فارس نجد، وهذه الأصوات بنت رؤيتها العاطفية على نتائج الطرفين الأخيرة، لكن هذا الهمس من الممكن أن يكون أكبر فخ يقع فيه الفريق، خاصة لو تسرب لأسماع وأذهان اللاعبين، فالاتحاد يبقى قويا ويتفوق على النصر بامتلاكه هوية ثابتة وظهوره بشخصية البطل حتى حينما يخسر، أما النصر فإنه ما زال يبحث عن هوية فنية ثابتة وإذا ما حصل على النقاط الثلاث وقفز للصدارة فإنه يضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، ويعطي نفسه آفاقا جديدة للانطلاق في المراحل المقبلة.

نقاط

* عادل البطي أحد أنقى الأسماء في الوسط الرياضي وأكثرها تحريا للإنصاف والحق، ومن الظلم أن يحشره بعض الزملاء في مواقف غير صحيحة لمجرد الميول.

* يتجادل اثنان ويجلدان بعضهما على الهواء بأبشع العبارات بينما يردد المذيع (جميل جميل) ولا أدري أين يكمن الجمال؟!

* حينما ترتفع وتيرة التعصب والخلافات العلنية والاتهامات الخطيرة وتنخفض نسبة نجاح تنظيم المسابقات والاستثمار والمستويات الفنية فإن هذا مؤشر سلبي يحتاج لوقفة حازمة ومعالجة حاسمة.

* للأسف، أبحث عن قراءة إبداعية وتحليل عميق وطرح راق يساهم في الارتقاء نحو نجاح جماعي فلا أجد سوى صحافيين (يهاجمون) بعضهم و(يدافعون) عن أنديتهم!!

* رأي شخصي: خط الستة واحد من أنجح البرامج الرياضية على مستوى الخليج خلال العقد الأخير، مع اعترافي بوجود ملاحظات وجيهة عليه واحترامي لكل الآراء المخالفة.