القناة الرياضية وجلباب وزارة المالية

مساعد العصيمي

TT

الإجابة لن تبرح الربحية وتعزيزها من قبل منافسات تحظى باهتمام ومتابعة كبيرين حتى باتت كبرى الشركات تتنافس على الحضور قبل وأثناء وبعد منافساتها، ناهيك عن عدد المشتركين الضخم الذي أثبت فعليا حجم تواصله مع منافسات بلاده وبما جعل الدوري السعودي محل رغبة، ليس من قبل قنوات تجارية فقط بل أخرى حكومية غير سعودية.

مفيد القول أن الناقل الوطني ما زال غير حاضر الفعالية في ما يخص امتلاك الحقوق، وهنا أعني القناة الرياضية السعودية، التي شهدت تطورا كبيرا تقنيا وبرامجيا، وبما جعلها صاحبة المشاهدة الأعلى خليجيا (وهذا ليس من عندي بل وفق الأرقام والإحصائيات)، فما الذي يجعل مثل هذه القناة التي استأثرت بالعدد المشاهداتي الأكبر بعيدة عن نيل حقوق منتج هي أقرب إليه من غيرها؟

قد تكون الإجابة صعبة، وبعد التقصي نجد أن العيب ليس في القناة الرياضية ولا من الوزارة التابعة لها.. بل في من تنتمي لهم ماليا.. والسبب يذهب إلى البيروقراطية التي تفرضها وزارة المالية على عقود النقل وتقييمها لما يحتاجه المواطن السعودي وما لا يحتاجه، وأجزم أنها في تقييماتها الرياضية لا تستند إلى دراسات تحليلية حول المهم والأهم من خلال آلية الصرف، بل هي لا تركن إلى حسابات الربح والخسارة التي في النهاية ستعود إليها بأرباح أكبر.

من هذا المنطلق الذي سئمنا تكراره أقترح على وزارة الإعلام بصفة عامة، والقناة الرياضية السعودية ممثلة في قائدها الخبير المتطلع الأمير تركي بن سلطان بصفة خاصة، القفز من فوق تلك البيروقراطية من خلال رسم منهجية وآلية فاعلة لأجل الظفر بحقوق النقل كي تهرب من ذلك التعنت المؤلم، وتخلص إلى آلية مالية محكمة تستطيع أن تجعلها في محل القدرة، ومن ثم بيعها أجزاء إلى من يرغب في النقل وتكون هي المتحكمة وصاحبة الشأن.. لا من ينال الفتات!.. بل تستخدم كل أوراقها وسبل الربح. وأحسب أن مثل ذلك لن يتم إلا عبر شركاء على قدر كبير من الكفاءة والملاءة المالية تعقد معهم اتفاقات مسبقة كما هي شركات «الاتصالات»، أو تلك التي تروج لمشروباتها («بيبسي» و«كوكاكولا»)، أو شركات السيارات والبنوك وغيرها، أو بخليط منها.. شراكة توفر المال وتمنح الشركاء فوائد أكبر. لكن إن أردنا ذلك علينا أن نتحرك من الآن.. لأنه ليس في الوقت متسع، خاصة أن العروض التي ستقدم لهيئة دوري المحترفين قد اقترب موعدها، وأحسب أن الربحية ستكون كبيرة لا سيما أنه من خلال قراءات وعلاقات شخصية لمست أن هناك من الرعاة من يهمه أن يكون ركنا فاعلا في النقل، ولا بأس لديه من قراءة أوراق الشراكة، فقط هم ينتظرون الناقل الوطني الذي بات قادرا على تقديم الأفضل والمنافسة بقوة من خلال المنتج الجيد الذي يقدمه، ويتمنون أن يبدأ ذلك قبل أن تطير الطيور بأرزاقها وتستمر الدوامة مع وزارة المالية.

[email protected]