على الأهلاويين تهدئة الأمور!

عبد الرزاق أبو داود

TT

عادت الأوضاع في الفريق الأهلاوي الأول لكرة القدم إلى ما كنت عليه قبل أسبوعين تقريبا.. وبشكل لم يكن يتوقعه كثيرون من محبي الأهلي أو حتى مناوئيه أو المراقبين المحايدين.. وصبت جماهير النادي مما يجري غضبها على بعض اللاعبين والفريق عموما، إثر خسارته الثامنة أمام الرائد بعد تغلبه على الوحدة وتقديمه مباراة جيدة أمام الهلال.. وهي خسارة ذات دلالات لا تخفى، أوصلت الأهلي إلى مركز لا يليق به.. وفي ظل نزيف نقطي غير مسبوق أهلاويا وصل إلى 28 نقطة حتى الآن.

حسنا لن نتلاعب بالألفاظ أو نستخدم التوريات فهذا وبصراحة هو حال الأهلي الآن.. حال لا تطمئن أحدا.. وهي حقيقة مرة يجب الاعتراف بها قبل كل شيء، نعم لقد تعالت الأصوات من كل حدب وصوب.. بعضها «يتهم» إدارة النادي وآخر المدرب السابق والحالي.. وفئة ثالثة تطالب بتغير بعض اللاعبين واستبدالهم بلاعبين على مستوى عال يليق بمكانة وسمعة الأهلي العريق.. غير أن هذا المطلب مكلف هو الآخر ويحتاج إلى تمويل ودعم كبيرين وكلنا يعلم أن الأهلي يدعمه رجل واحد! المسؤولية في أي ناد هي مسؤولية متشعبة: إدارية.. فنية تتحملها الإدارة والمدرب والأجهزة الفنية واللاعبون.. شرفية.. جماهيرية.. ولا شك أن جماهير الأهلي مميزة في هذا الجانب وتعبر بحق عن نبض واتجاهات وتطلعات النادي بصفة عامة، وهناك مسؤولية إعلامية تنويرية، وغيرها ضمن أطر المحبة والانتماء، وكل من هذه الجهات تتحمل مسؤولياتها في نطاق عملها، وتصب جهود الجميع في النهاية في بوتقة تعمل على تحقيق النجاح للنادي بصفة عامة.

على الأهلاويين - جميع الأهلاويين - تهدئة الأمور.. وفتح قنوات التواصل، والعمل بروح جماعية، ووقف حملات وتوجهات «الترويج الإعلامي الفردي» والفئوي.. والعمل بروح تجمع ولا تفرق.. تنتقد ولا تهدم.. والعودة إلى سياسة الحوار البناء.. وإتاحة الفرص أمام الأهلاويين لإبداء آرائهم ومقترحاتهم بكل هدوء وموضوعية وتقبل الرأي الآخر برحابة صدر، وتغليب مصالح الأهلي على ما عداها.

ندرك أن المرجعية الأهلاوية الراهنة ممثلة في الأمير خالد بن عبدا لله - حفظه الله - تدرك تماما دقة وصعوبة الأوضاع التي يمر بها الفريق الأول لكرة القدم حاليا، ولا نشك كذلك في أن هذه المرجعية المستنيرة تعمل على التوصل إلى رؤية و«وصفة عملية» لإعادة الأمور إلى نصابها في فريق الأهلي، وذلك من خلال الإجراءات والمشاورات والاجتماعات والفعاليات والدعم المادي والمعنوي الكبير على مستويات مختلفة. ولكي تنجح الجهود الأهلاوية عموما في إعادة الفريق الأول لكرة القدم إلى وضعه الطبيعي فإنها تحتاج إلى مراجعة شاملة دقيقة وثاقبة.. ومكاشفة تحدد الأخطاء.. صراحة وبلا مجاملات من أي نمط.. لمعالجتها.. وقفة عمل هادئة منظمة.. وخطوات تصحيح مستمرة.. بلا ضجيج ولا تجريح.. فالأهلي وحده هو الذي يهم في النهاية بالنسبة لمحبيه، وهو وحده من سيدفع الثمن كذلك متى ما تركت الأمور كما هي.