الاتحاد مضغوط..!

منيف الحربي

TT

بعد مباراة النصر والاتحاد قال قائد النمور، محمد نور: «لعبنا بمستوى كبير وهذا أقوى رد على من يزعم أن لاعبي الاتحاد كبار في السن...»!

حمد المنتشري هو الآخر تحدث عن رغبتهم بالخروج من «عنق النقطة الواحدة»، وعلق على التعادلات الخمسة المتتالية مكررا عبارة «لازم نطلع من التعادلات، ضروري نفوز حتى نرجع للانطلاق...»!

التوتر الذي كان عليه مناف أبو شقير وهو يتهم الحكم بأنه سلبهم نتيجة المباراة، وكذلك الخشونة الطاغية التي مارسها النجم سعود كريري والأداء الاتحادي المشحون كلها مظاهر عكست حالة الغليان التي يعيشها العميد، والتي من الواضح أنها أثرت على نفسيات اللاعبين والنتائج تشهد، فالاتحاد انطلق باكرا بعروض وانتصارات جميلة ولم يتعثر بمنافسين، لكنه تعثر بأوضاعه الداخلية وفرط في عشر نقاط متتالية كان نصفها على الأقل في متناول يده للتحليق بعيدا.

مواجهة «العالمي والمونديالي» الأخيرة حفلت بتنافس مثير، لكن الخشونة التي صبغت أداء أكثر من عنصر اتحادي أعادت للأذهان حالة الفريق العام الماضي وهو يحول مباراته مع النصر إلى مصارعة كان أبطالها أسامة المولد والصقري وأبو شروان، ويبدو أن العناصر الاتحادية تخشى أن السهلاوي وسعود حمود والعنزي وغالب ورفاقهم ممن لم يتجاوزوا سن الـ22 في طريقهم لإعادة ذكريات ماجد ومحيسن والهريفي وسالم مروان، ومع أن عودة النصر للمنافسة الحقيقية على البطولات هي في صالح الكرة السعودية فإن لاعبي العميد ربما لا يؤمنون بأن القمة تتسع لأكثر من واحد!

الاتحاد فريق عملاق ولديه إمكانات كبيرة ومكتسبات ضخمة، وقد تعود المتابع الرياضي أن لا تؤثر الانقسامات والخلافات على مستواه داخل الملعب، لكن يبدو أن الإدارة الحالية مفككة ولا تستطيع المحافظة على شخصية النادي القوية، اللهم إلا من خلال شحن نفسي خاطئ.

الطرف الآخر في لقاء الصدارة أهدى ضيفه هدفين ثمينين جاءا من نقطة الجزاء، وقد كان بإمكانه اعتلاء الترتيب لو وفق اللاعبون وتحلوا بالهدوء، لكن ارتباكهم وتسرعهم ومواصلة زينغا خطأه الفادح بإشراك رازفان، كلها عوامل أسهمت بخسارة نقطتين ثمينتين، ومع هذا فالعمل الذي تؤديه الإدارة يزداد تماسكا وبصمة المدرب تتشكل من لقاء لآخر، ويبقى الحضور الجماهيري البديع هو روح المسابقة وجوهرها.

إجمالا كانت واحدة من أمتع مباريات الموسم وخير ختام لجولات الدور الأول الذي نأمل أن تستكمل مؤجلاته قبل انطلاقة الدور الثاني، كي تتضح ملامحه بصورة أجمل وأكثر جاذبية.