«كابتن» الكوريين.. أسترالي!

عادل عصام الدين

TT

فاز فريق سيونغنام الكوري بلقب دوري أبطال آسيا لكرة القدم بعد فوزه على ذوب هان الإيراني بجدارة 3/1، بعد مباراة مثيرة تفوقت فيها السرعة على القوة.

ولكن من الذي تسلم كأس البطولة من رئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام؟! لقد كان المدافع الأسترالي ساسا أوجنينوفسكي، الذي كان في قمة سعادته بعد انتهاء المباراة لأنه افتتح التسجيل لفريقه «الكوري» فضلا عن تفوقه على مدار الشوطين.

هذا درس جديد في كيفية اختيار «الكابتن»، كان واضحا أن الكوريين ركزوا على المواصفات وغضوا الطرف عن الجنسية.

اختاروا مدافعا متمكنا ولم يهتموا بالنجومية، أقصد نجومية الهدافين أو لاعبي الوسط المتقدمين. والحقيقة أنني لا أعرف إن كان ساسا يجيد اللغة الكورية أو لا يجيدها لكننا في واقع الأمر نتحدث عن اللغة التي يجيدها الجميع ألا وهي لغة الكرة. التف الكوريون بعد انتهاء المباراة، وبعد مراسم التتويج حول قائدهم، ورقصوا رقصة الفرح، وكانوا في قمة السعادة وهم يحملون أغلى الجوائز الآسيوية، ويعبرون عن فرحتهم بالمشاركة في بطولة أندية العالم.

تذكرت على الفور المدافع الهلالي السابق، والشبابي الحالي تفاريز الذي قاد فريق الريان القطري في الموسم الماضي وتقدم أفراد فريقه في ختام البطولة وتسلم كأس البطولة.

وتذكرت أيضا كابتن منتخب البرازيل عام 1970 كارلوس ألبرتو الذي تسلم كأس العالم، رغم أنه لم يكن الأكبر سنا، ولم يكن النجم الأبرز في ظل وجود بيليه وجارزينو وتوستاو وجيرسون وكلود الدو وريفللينو وايفرالدو، لكنه بالتأكيد كان أفضل المؤهلين لحمل شارة القيادة. بالأمس.. كنت أقرأ أيضا أن مدرب المنتخب السعودي سيختار الكابتن من بين عدة أسماء مطروحة، مثل سعود كريري وأسامة هوساوي ومناف أبو شقير ومحمد الشلهوب وكامل الموسى، وعلى ضوء ذلك أقول ليتنا ندرك هذه المرة أن الاختيار يجب أن يعتمد على الكفاءة القيادية بغض النظر عن الأقدمية أو النجومية. يجب أن يكون «الكابتن» مؤهلا من الناحية القيادية، ولا بد أن يمتلك شروط القيادة، وأن تكون علاقاته مميزة، وشخصيته قوية مؤثرة، لأن «الكابتن» لم يعد مجرد لاعب «قديم» يملك خبرة جيدة في اللعب.

القيادة ليست مجرد تشريف، وما أكثر الأندية التي عانت في ملاعبنا بسبب عدم وجود «كابتن» تتوفر فيه الشروط المناسبة أو بسبب سوء الاختيار.

ولأن المدرب أكثر من يعرف لاعبيه، ويدرك أهمية الاتصال الناجح وكيف يمرر تعليماته وينفذها بدقة، فهو الأقدر بلا شك على اختيار «الكابتن»، وكنا في سنوات ماضية نختار «الكباتنة» دون أن نهتم بوجهة نظر المدرب، وهو خطأ كبير، كما أن معظم أنديتنا لا تزال تمارس نفس الخطأ، حيث يتم اختيار «الكابتن» عن طريق الإدارة أو الجهاز الإداري.

دور «الكابتن» مهم جدا في لعبة كرة القدم، الأمر الذي يجعلنا نطالب بحسن الاختيار.

[email protected]