«شبح» سعودي في «خليجي 20»

موفق النويصر

TT

بالأمس أعلن الجهاز الفني للمنتخب السعودي الأول بقيادة البرتغالي خوسيه بيسيرو، قائمة اللاعبين المختارين للمشاركة في بطولة «خليجي 20» المقرر إقامتها في اليمن منتصف هذا الأسبوع.

القائمة التي استبعد منها أحد عشر لاعبا، يمثلون العمود الفقري للمنتخب بقيادة وليد عبد الله، مبروك زايد، حمد المنتشري، أسامة هوساوي، مناف أبو شقير، عبده عطيف، أحمد عطيف، ناصر الشمراني، سعود كريري، نايف هزازي، عبد الله معيوف، بالإضافة إلى اللاعبين المصابين، تضع أكثر من علامة استفهام حول عمل الأجهزة المشرفة على المنتخب.

فبيسيرو الذي لم يترك لاعبا إلا وضمه للمنتخب خلال الأشهر الماضية، أعلن أنه يسعى إلى تكوين منتخب أول وآخر رديف جاهز للمنافسة على الفعاليات الرياضية المقبلة، نواته لاعبو المنتخب الأساسيون.

غير أن المتابع للتشكيل الأخير لا يخالجه شك أن الهدف من هذا المنتخب هو «المشاركة» وليس «المنافسة» على كأس البطولة، عطفا على الأسماء المختارة، التي لا يشارك بعضها في ناديه بشكل أساسي، عوضا عن أن يكون ممثلا للوطن.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: إذا كانت الخطة تتضمن المشاركة بالمنتخب الرديف في بطولة الخليج، فلماذا لم يتم التركيز على هذه المجموعة خلال الفترة الماضية؟ ولماذا فوتت إدارة المنتخب على هذه المجموعة فرصة الاحتكاك بأحد المنتخبات العالمية القوية (غانا)، بدلا عن مشاركتها باللاعبين الذين قررت الاستغناء عنهم سلفا في هذه البطولة؟

ألم يكن أولى بإدارة المنتخب، وهي التي استنزفت شهورا طويلة من الإعداد، أن تبحث عن حلول فعلية وحقيقية لحالة العقم الهجومي للمنتخب، رغم ضمه خيرة الهدافين؟ ألم يكن من الأفضل المشاركة بالمنتخب الأساسي في «خليجي 20» ومنح المدرب الفرصة لتطبيق نهجه التدريبي، إن كان يمتلك ذلك أصلا، وصولا إلى توليفة منسجمة مع بعضه البعض قبل الوصول إلى الدوحة؟ أليس من المهم الحديث عن بناء منتخب أول قبل التفكير في تأسيس منتخب رديف؟

أخيرا، لا أعلم ما الرسالة التي ترغب إدارة المنتخب في إيصالها لنا بهذا التشكيل، فإما أن اللاعبين المستبعدين أكثر أهمية من المختارين، فتم استبعادهم حفاظا على أمنهم وسلامتهم، وإما أنهم لا يستحقون تمثيل المنتخب، عطفا على عطاءاتهم داخل الملعب، وبذلك تكون جاءت بما لم يأت به غيرها.

في تقديري الشخصي أن المنتخب مع بيسيرو يسير نحو الهاوية، حيث يفتقد للهوية والشخصية التي عرف بها طوال سنوات ماضية، وما يظهر الآن هو «شبح» منتخب سيشارك بعد أيام في «خليجي 20»، وسيتم استبدال 90 في المائة من عناصره قبل خوض غمار نهائيات أمم آسيا، مع احتمالية الاستغناء عن بيسيرو نفسه، ولكن بعد أن نكون قد خسرنا 14 شهرا من الإعداد السيئ، مع تبقي شهر واحد قبل انطلاق بطولة آسيا، والنتيجة ضياع البطولتين معا.