هل فشلت «المؤامرة الثلاثية» ضد ملف قطر؟!

مساعد العصيمي

TT

حينما ظهر رئيس الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم، أبراهام أوزون، سبتمبر (أيلول) الماضي بتصريح قال فيه إن احتضان قطر للمونديال سيجعل المشجعين الإسرائيليين في خطر، على اعتبار أنهم لن يقدروا على متابعة البطولة بأمان، بسبب ما سماه بـ«كره العرب» لإسرائيل، علمنا بأن هناك شيئا ما يحاك في الخفاء.. لا سيما أن دعوة رئيس الاتحاد الإسرائيلي قد تزامنت تماما مع زيارة وفد التفتيش التابع للفيفا إلى قطر لتفقد ملاعبها وإعطاء الرأي تجاهها. تلاه ما حدث بعده من عناوين إعلامية إنجليزية تصب في إضعاف الملف الإسباني البرتغالي، ولا سبيل لها إلا بربطه بقوة تنظيمية أخرى مقبلة كقطر مثلا، وعليه فهم أن الإنجليز يدركون الخطر المحدق بملفهم ويعرفون كيف يتعاملون معه، بعدما اتضحت معالم ضعف الصورة الروسية وما فعله تردد الأميركيين؛ إذ لم يبق إلا الخطر المقبل من الجزيرة الأيبيرية، ومثل ذلك يحتاج إلى تقوية الأضلاع والركائز، بل والدسائس التي تضمن للإنجليز وسلالتهم في أستراليا أن ينعموا بالتنظيم تباعا (2018) و(2022)، وعليه كانت الإشارة الإسرائيلية واضحة، وصك البراءة الأسترالية من الرشوة واضحا أيضا، لا بد من إزاحة المنافسين, لكن علينا أن نثير الغبار أولا تجاههم! هنا حق لنا أن نسأل هل هناك حرب قذرة ظهرت؟ ما يهمنا هو ممثل الشرق الأوسط والعرب (قطر) في ظل أن مقوماته وما قدمه من تسهيلات تقنية و«لوجيستية» نادرة لأجل تنظيم الحدث قد أقلقت المنافسين الآخرين، ويبدو أنه قد أفقدهم تركيزهم، وإلا ما الذي يدفع الإسرائيلي لقول ذلك، ولماذا لم يفعل حين طلبت مصر والمغرب التنظيم؟ أم هل تواجده كعضو في اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم دور في ذلك؟ أم أن الحملة القائمة على عنصرية اتحاده من قبل بلاتيني وأعضاء الاتحاد الأوروبي تحتاج إلى الإنجليزي القوي كي يبقيه عنصريا كما فعل منذ عام 1917؟ هي تساؤلات مطروحة لأن لا شيء كان يدفعه للتصريح وبالتزامن وبدقة مع الزيارة! لنقرأ الأوراق، فالحليفان الأسترالي والإنجليزي لن ينفكا عن العمل وبكل قوة لأجل الظفر بالتنظيم، وأستراليا ترى أن لها حقا كقارة مستقلة بالتنظيم وإقحامها بالترشح مع آسيا حدّ من تطلعها، لكن هي اقتربت، إلا أن هذا المقبل من الخليج المسمى «قطر» قد يغير خريطة الترشيح بالتقنيات والمميزات التي تجعل من ملاعب البطولة متقاربة ومتيسرة للجميع، غير أن تنظيمه قد يسهم في تغيير خريطة المنطقة إلى آفاق اجتماعية وسلمية أفضل، وهي تدرك تماما أن خطره أكبر مما لدى الآسيويين الآخرين، في ظل أن الأخيرين المتمثلين في اليابان وكوريا الجنوبية قد أكثرا من الإسقاطات المخلة التي أوضحت أنهما وجلان من قوة الملف القطري.

الفيفا فض المولد بإعلان نتائج التحقيق، لكن على التنفيذيين أن يبقوا بعيدا عن المماطلة والتسويف باختيار الأفضل، لأننا سئمنا اللؤم الأوروبي وليس ببعيد عنّا كيف أن ألمانيا نظمت 2006 بدلا من جنوب أفريقيا بالذراع الأوقيانوسية.. فقط ثمة تذكير أخير لأصحاب القرار في الفيفا، ولنعدهم إلى مايو (أيار) الماضي وإلى تصريحات اللورد تريسمان رئيس اتحاد كرة القدم الإنجليزي السابق، وعليهم أن يقرأوها جيدا لأن في معانيها جانبا مقلقا وغير منطقي، بل سخيفا، كان نتاجه الأولي الاتهام الذي تم وأده فقط للتذكير!

[email protected]