بطولة المشالح..!

منيف الحربي

TT

بطولة الخليج بطبيعتها مثيرة إلى حد الصخب، ومستوياتها الفنية باهتة إلى حد الملل، اللهم إلا في لقاءات قليلة، وهي عبر تاريخها محملة بإرث جارف من التحدي «الساخن» الذي يغلف أجواءها حتى لو كان الأداء الكروي داخل الميدان في قمة «البرود»، الأمر الذي دعا أحد المحللين إلى القول إن اللاعبين في بطولات الخليج لا ينقصهم سوى المشالح (جمع مشلح) ليجسدوا حقيقة التنافس الدائر!

في السنوات الثماني الأخيرة أضيفت اليمن لمنظومة العقد بحكم موقعها الجغرافي المتماس مع الخليج رغم عدم وقوعها على ضفافه، ولا يخفى على المتابعين دوافع هذا الانضمام وأهدافه الأعمق، ولأن المشلح (أو العباءة) لم يتم إنصافها طوال تاريخ الدورة فقد قفزت (الوزرة) لتصبح شعارا معبرا زاوج بين اللباس الشعبي واللعبة الشعبية، ورسم مدارات إضافية لامتداد الدور الرياضي.. لكن الشعار بالتأكيد بعيد جدا عن مغزى المقولة التي أطلقها منتقدو البطولة من خارج الخليج حينما سموها في يوم من الأيام (بطولة البشوت) فهل أنصفت الوزرة المشالح؟!!

اليوم تنطلق بطولة الخليج بنسختها العشرين وسط صخب إضافي يتعلق دون شك بالهاجس الأمني، ويتعلق أيضا بتوقيتها الذي يأتي قبيل كأس أمم آسيا، وهذان العاملان ألقيا على البطولة ظلالا كثيفة من التساؤلات والقرارات المتباينة والتصاريح المربكة التي لن يكون آخرها ما قاله أمين اتحاد كرة القدم السعودي فيصل عبد الهادي حينما أنكر مشاركة الأخضر بالرديف، وقال إنه المنتخب الأول وإن بيسيرو منح كامل الصلاحيات للاختيار الذي جاء وفق قناعات فنية بحتة.. ولا أدري ما الذي يخشاه الأمين لو قال الحقيقة التي يعرفها أصغر متابع ؟!!

هذه التناقضات الإدارية (والحوم حول الحمى) تضخم المخاوف وتوحي للجمهور بأن هناك حيرة أو عدم تخطيط أو غيابا للأهداف الواضحة، ولن أسهب في تفاصيل التناقضات والتخبطات المحيرة، فالشارع الرياضي كله يعرفها، وقد أبدع الزميل موفق النويصر في إيجازها بمقالته المليئة بالأسئلة المنطقية والمنشورة هنا أول من أمس تحت عنوان «شبح سعودي في خليجي 20».

الليلة في عدن يقص الأخضر الرديف شريط الفعاليات أمام المستضيف في مواجهة غامضة لكنها ستحمل بالتأكيد مواصفات بطولة الخليج نفسها، غنية في الإثارة، فقيرة في المستوى الفني الذي تبحث عنه جماهير الكرة في كل مكان..!