بطولة كل المرشحين.. حاضرين وغائبين!

مصطفى الآغا

TT

اليوم 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2010 سيكون مفصليا في تاريخ الرياضة اليمنية، عندما يُرفع الستار عن أول كأس للخليج في هذا البلد، بعدما نادى الكثيرون، ومنهم الراحل الشيخ فهد الأحمد، بانضمام اليمن للأسرة الخليجية واستضافة هذا الحدث الأهم (أو الذي كان الأهم) بالنسبة لأبناء المنطقة. ولهذا تحمل هذه البطولة اسمه كبادرة شكر وعرفان ولرد الجميل، علما بأن ابنه الشيخ طلال الفهد سيكون على رأس وفد الكويت المرشح الدائم و«الفافوري» للقب.. ولكن ما أكثر المرشحين هذه المرة، إذ يبلغ عددهم 8 من 8 كما قال لي السيد خالد البوسعيدي رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم.

وبنظرة واقعية على أوضاع المشاركين نتأكد أن وجهة نظر الرجل قد تكون واقعية إلى حد كبير رغم اختلاف ظروف الثمانية..

فالمنتخب السعودي وصفه زميلي موفق النويصر في مقاله يوم السبت الماضي بالمنتخب «الشبح» في «خليجي 20»، خاصة بعد استبعاد كل الأسماء الأساسية والكبيرة.. وبالطبع لو سألت أي مسؤول كروي سعودي فسيقول إن كل الأسماء المنضمة تحمل اسم المنتخب، ولا فرق بين أساسي واحتياطي، وهو كلام لم ولن يتقبله الشارع الرياضي ولا الإعلامي، لأن هناك فروقات بالطبع، وإلا ما كان هناك أساسي واحتياطي في كرة القدم.

ويبدو أن الغضب انصب مباشرة على بيسيرو الذي لا يحظى بقبول لدى الناس العاديين والمتخصصين، وتوقع له الكثيرون أن يرحل حتى قبل أمم آسيا، وهو ما لا أعتقد أنه يمكن أن يحدث مهما كانت نتائج «خليجي 20»، اللهم إلا إذا كانت كارثية!!.. ولكن لو تذكرنا تجربة آنغوس في كأس أمم آسيا 2007 وكيف وصل للنهائي بأسماء جديدة وعلى حساب كوريا الجنوبية والبحرين وإندونيسيا وأوزبكستان واليابان، ليصف الأمير نواف الفريق حينها بمنتخب الأحلام، فعندها قد نقتنع بأن التشكيلة المسافرة لليمن قد تصنع هي الأخرى تاريخا جديدا، ولهذا تبقى السعودية مرشحة للقب الخليجي بأي تشكيلة شاركت.

أما بقية المنتخبات فيبدو لي أن الكويتيين فعلا مصممون على ترك البصمة رغم صغر عمر لاعبيهم الذين أحرزوا لقب غرب آسيا من فم العملاق الإيراني.. والعمانيون صرحوا بأنهم جاهزون ولا أعذار مسبقة رغم غياب الحبسي، وهم أصحاب اللقب، وإن كنت ألمس أنهم لا يتوقعون الحفاظ عليه، ولكن من يرى كيف يؤدي محترفوهم في الدوريات السعودية والإماراتية والقطرية سيتأكد أنهم الأكثر تجانسا، وأن تصريحاتهم من باب ترك خطوط الرجعة وتخفيف الضغط..

أما البحرينيون فلم يحرزوا اللقب، وهذا وحده حافز كبير خاصة في ظل وجود جيل بدأت نجوميته تذوي، ويريد أن يكتب تاريخا جديدا بعد إضاعة حلم الوصول لكأس العالم مرتين.. فيما تبدو الأحوال أقل من عادية على الجبهة الإماراتية، فلا ضجيج ولا توقعات، وبالتالي لا ضغوطات، وربما مشاركة قوية رغم أن التشكيلة ليست كاملة حالها حال التشكيلة السعودية. والعراقيون من المستحيل أن تتوقع لهم أي نتائج، لأن أداءهم كل يوم بشكل، وهذا لا ينفي أنهم مرشحون للقب الرابع في تاريخهم خاصة أنهم أبطال آسيا الحاليون، ولديهم تخمة من النجوم وسوء في إدارة وفهم عقليات اللاعبين، إضافة لضحالة الاستعداد.. على العكس من المنتخب القطري الذي أراه الأكثر جاهزية وتكاملا عناصريا، ومسلحا بسنة من المباريات الاستعدادية القوية، ومدرب يعرف كل المنتخبات. فيما يبقى المستضيف اليمني الأكثر تسليحا بين الثمانية المشاركين، ومبارياته الاستعدادية أظهرت أنه لن يكون لقمة سائغة، لكنهم يرفضون التصريح علنا بأنهم سينافسون على اللقب، فيما وعد مدربهم ستريتشكو بأنه سيتجاوز حاجز النقطة اليتيمة التي حصلت عليها اليمن في 3 مشاركات سابقة.

بطولة أثارت الكثير من الجدل غير الرياضي، ومن ذهب إلى اليمن توقع أن تكون ناجحة، وأن كل ما أثير حول المسألة الأمنية كان مبالغا فيه.. حقيقة لن نكتشفها كاملة حتى نهاية البطولة التي نتمنى فعلا أن تكون من الأنجح والأقوى والأحلى والأمثل.