أفارقة الخليج. فوز غير حقيقي!!

عبد العزيز الغيامة

TT

وأنا أشاهد سباق الـ5 آلاف متر رجال في أحد مضامير ملاعب غوانزو الصينية أمس التي تحتضن منافسات دورة الألعاب الآسيوية كنت أرثي حال أبطال القوى السعوديين، ليس لأنهم لم يكونوا على الوعد والتحدي، ولكن لأن الفائزين بالسباق ليسوا خليجيين ولا عربا، وإنما أفارقة منحوا الجنسية لهدف وحيد هو الفوز بميدالية، أيا كانت هذه الميدالية، المهم أن أسجل اسمي في قائمة الفائزين على الصعيد الآسيوي!!

حتى يفهم الجميع ما أقصده، لست هنا بصدد معارضة التجنيس، لكنني أصمت أمام موافقة اللجنة الأولمبية الدولية على هذا الأسلوب، الذي لا يعطي الإنسان المتفوق حقه في بلاده، لأنه في الغالب يصطدم بالبطل الجاهز..!

نعم هو بطل جاهز.. أحضر من كينيا أو إثيوبيا أو غيرهما قبل عام أو عامين أو حتى وعمره 17 عاما، ومنح الجنسية بهدف تحقيق الميداليات خليجيا وآسيويا وعالميا.

النجم السعودي عبد الله الجود الذي كان يلاحق منافسيه الأربعة أمس، كنت أرثي حاله، ليس لأنه أقل شأنا منهم، ولكنه لم يواجه أنداده الحقيقيين.. أنداده يفترض ألا يكونوا من أفريقيا المعروفين باكتساح سباقات القوة في العالم على صعيد أم الألعاب بل من آسيا..!

أتذكر في عام 2006 أنني كتبت مقالا عنونته بـ«دورة الألعاب الأفريقية.. عفوا الآسيوية!»، كنت وقتها أسخر من هرولة بعض الاتحادات إلى التجنيس الجاهز وليس الإقامة.. إنني مع التجنيس حينما يكون الرياضي مقيما لسنوات أو مولودا في نفس البلد، لأنه موهوب في ذلك المجال أو ذاك التخصص، لكنني ضد التجنيس المعلب الذي يحضر لسنوات محددة إن نجح كان مواطنا، وإن فشل ذهب مثلما ذهب غيره!!

قدر نجوم ألعاب القوى السعوديين أنهم يواجهون أبطالا جاهزين، يظفرون بالميداليات المتنوعة ويمنحونها إلى منافسينا في اللعبة!! لست هنا أبرر عدم نجاح النجم السعودي عبد الله الجود، الذي شارك أمس في سباق الـ5 آلاف متر، ليقيني وإدراكي أن نجوم القوى السعوديين قادرون على تحقيق المزيد، وإظهار وجه الرياضة المحلية بالشكل اللافت واللائق آسيويا وعالميا كما فعلوا طوال السنوات الماضية.

ألا يكفي أن اتحاد ألعاب القوى السعودي بقيادة الأمير المتألق نواف بن محمد نجح في اقتناص 12 ميدالية ذهبية آسيوية من أصل 15 ميدالية ذهبية حققتها الاتحادات السعودية بكافة ألعابها في تاريخ مشاركاتها، التي تعود لعام 1978..؟!

الكأس المثيرة.. تبدأ اليوم؟!

هي بطولة مثيرة.. ليس فنيا وإنما إعلاميا.. ضجيجها لم ننساه منذ أن انطلقت.. حسابات هذه المنتخبات في معظمها لا ترتكز على الأفضل، وإنما على الصوت العالي والإعداد النفسي.. ربما لو عملت المنتخبات على تعيين اختصاصيين نفسيين بدلا من مدربين فنيين لكان أفضل لهم، واسألوا زاغالوا وكارلوس ألبرتو بيريرا!

[email protected]