شارة القيادة.. لمحاربة العنصرية!

عادل عصام الدين

TT

كتبت قبل أيام عن ساسا الأسترالي.. المقدوني الأصل الذي كان «كابتنا» لفريق سيونغنام الكوري.

تقلد نجم الدفاع الأسترالي شارة «الكابتنية» وقاد فريقه الكوري للفوز ببطولة الأندية الآسيوية كما نجح مع منتخب بلاده وبات أحد المرشحين للفوز بلقب أفضل لاعب آسيوي، رغم أنه يلعب في خط الدفاع وليس الهجوم.

وإذا كان النجم الأسترالي قد كلف بمهمة القيادة لأنه يمتلك صفات وشروط القيادة بغض النظر عن اختلاف اللغة والجنسية على اعتبار أن لغة كرة القدم واحدة في كل العالم، فإن صحيفة «لاغازيتا ديللو سبورت» الإيطالية الشهيرة التي أفردت مساحات واسعة لتغطية ما حدث لنجم منتخب إيطاليا الأسمر بالوتيللي، رأت أن شارة القيادة يمكن أن تكون لها فائدة أخرى.

المعروف أن النجم الإيطالي الأسمر واجه هتافات عنصرية من قبل مشجعي إيطاليا بسبب لونه، وقد تأثرت كثيرا وأنا أقرأ إجاباته الحزينة والمؤثرة عقب صافرات الاستهجان والهتافات العنصرية، وما أجمله حين قال للجريدة الإيطالية إن الصمت في مثل هذه الحالات أبلغ رد.

سألته الصحيفة: «لماذا لم تأت بأي رد فعل إزاء صيحات الاستهجان والإهانات»؟!

وكانت الإجابة الجميلة: «لو أنني فعلت العكس لقلتم إنني أستفز الجماهير. سأترك لكم الحكم، إن أسوأ شيء يمكن أن تفعله لمن يهينك هو أن تتجاهل تماما وتظهر لا مبالاة بالأمر، لقد تعلمت هذا مع مرور الوقت».

ما قاله بالوتيللي يجب أن يفعله أي «عاقل» ليس في الملعب بل في كل مكان. إنه أفضل تصرف في مثل هذه الحالات. إنه أبلغ رد بلا أدنى شك.

أعجبتني الصحيفة الإيطالية التي قرأت باهتمام ما كتبته عبر جريدة العرب الدولية «الشرق الأوسط» حين نادت بأن يون النجم الإيطالي هو «الكابتن» في أقرب مباراة لمنتخب إيطاليا في محاولة منها لمحاربة العنصرية المقيتة.

قد لا يكون بالوتيللي مؤهلا أو بالأحرى ليس الأفضل لقيادة منتخب إيطاليا حاملا شارة القيادة الرسمية وقد يكون مؤهلا للقيادة الحركية بيد أن اقتراح «لاغازيتا ديللو سبورت» هو في النهاية حل مؤقت.. استثنائي ليس بحثا عن «كابتن» دائم وإنما «كابتن» ينزع فتيل العنصرية ويحارب الجهل ويصيب العنصريين في مقتل.

[email protected]