عربي أو فارسي.. أريحونا من هذا الغثاء؟!

مساعد العصيمي

TT

كان من غير اللائق أن تبادر إيران خلال كل اجتماع أو لقاء.. أو حتى تقابل ثنائي شخصي بمحاولة فرض أجندتها ومسمياتها على الآخرين.. ليس إلا أنها تريد أن تقول هاأنذا.

هي تفعل ذلك حين كل أمر تريد أن تفرضه حتى لو رأى الآخرون صحة ما هم عليه.. ولا أخال موضوع الخليج العربي والإصرار الإيراني على تسميته بالفارسي إلا أحد أهم الأمور التي لم تفتأ تجادل فيها حتى بلغ الغثاء حدا لا يطاق.. حتى «غوغل» اشتكى من المطالبات والشكاوى الإيرانية.. وحين المؤتمرات ومشاهدة الخرائط.. والأحاديث الجانبية.. اللقاءات العابرة.. والمنافسات الرياضية.. يريدون فرض التسمية.. يلحون.. وأحيانا يحملون لوحات كبيرة تندد وتؤكد كما يفعلون في ملاعبهم الكروية.. أو خارج اللقاءات الرسمية في بلدان عدة!

آخر إلحاحهم المستمر ورفع عقيرتهم بالشكوى ما تم في غوانزو الصينية على هامش دورة الألعاب الآسيوية وخلال مطالباتهم للشيخ أحمد فهد الأحمد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي بالاعتذار لهم بسبب أن تسمية الخليج العربي قد ظهرت في حفل الافتتاح.. وكأن الشيخ قد ارتكب منكرا عليه الاستعاذة منه ومن ثم طلب الغفران.. وهو المنطق الإيراني المستمر حول العمل الرياضي الآسيوي لإقحام كل ما هو صغير هامشي في العطاءات الكبيرة.. وإذ أبدي تقديري واعتزازي بالشيخ أحمد الفهد على موقفه ورفضه للاعتذار ومن ثم مطالبته بعدم إقحام السياسة بالرياضة.. إلا أننا كآسيويين لا نفتأ نجد مثل ذلك قائما من قبل الإيرانيين خلال كل منافسة أو تجمع.. وكأنهم قد أخذوا عهدا على أنفسهم بتكراره.

أتمنى أن يكون في رد الشيخ الكويتي ما يعيد هؤلاء المتنطعين إلى صوابهم لكي يكفونا غثاء التسمية الذي بات أكثر مللا من الملل نفسه.. لا سيما أن «غوغل» لم يشتك لوحده.. بل تجاوز إلى كل ما هو له علاقة، فحتى خطوط الطيران باتت غير مرحب بها لأن تسمية الخليج العربي موجودة في خرائطها.. وغيرها الكثير.

بين هذا وذلك.. ولأن الأمر قد بلغ شأن الشكوى والرفض.. فعلى الإيرانيين أن يقنعوا بما قنع به آسيويون آخرين، فكوريا واليابان قد اختلفتا على تسمية البحر الذي يفصل بينهما.. «اليابان أسمته بحر اليابان.. وكوريا فعلت الشأن نفسه بتسميته بحر كوريا» ولكن في الأخير كان «بحر اليابان وكوريا».. لكن ما الذي سيرضي الإيرانيين؟.. من جهتي أدعوهم لتسميته بما يشاءون.. لكن دول الخليج العربي والعالم لهم الحق فيما يرونه أيضا.. بأن ينال الخليج الاسم الذي يريده أهله.. ومن جهتنا فنحن لا نعرف شيئا غير «الخليج العربي» وليغضب من يغضب.. ولهم أن يسموه في أطالسهم وخرائطهم واجتماعاتهم ما يشاءون لكن دون محاولة فرض على الآخرين، فقد بلغ السيل الزبى.. لأن الكل قد مل واستاء حتى أولئك الذين لا ينتمون للخليج.. العربي.. طبعا.

[email protected]