بينيتيز لا يتحمل الذنب وحده

ألبرتو تشيروتي

TT

الإنتر الذي كان يفوز بكل شيء صار الإنتر الذي يخسر كل شيء، فقد خسر الصدارة بعد 6 جولات، وخسر لقاء الديربي بعد ثلاثة انتصارات متتالية على ميلان أنشيلوتي وليوناردو، وفقد صوابه بعد «نطحة» إيتو لسيزار لاعب كييفو، ما زاد من جراح الإنتر أكثر من الخسارة.

مرآة ترتيب فرق الدوري تعكس صورة فريق لا يمكن التعرف عليه، لاعبين وأداء، ففريق الإنتر يشبه بشكل محزن الفريق الذي كان يسعى الرئيس موراتي لتغييره ما بين موسم والآخر، لكن الأمر يزداد سوءا إن تم خلال الموسم، خصوصا بعد الهزيمة الوحيدة أمام كييفو. وانظر إلى الصدفة، فقد خسر ضده بنتيجة 1/2 مرة أخرى في 15 فبراير (شباط) 2003. هناك تساؤل عما إذا كان ممكنا استمرار المدير الفني وإلى متى. حينها نجح كوبر في إنقاذ منصبه حتى النهاية، لكن تمت إقالته في العام التالي وحل محله زاكيروني الذي حصد المركز الرابع فقط. وذلك التغيير تحديدا الوحيد خلال المباراة، بعد أحداث سابقة لها نتائج سلبية أكثر، من المفترض أن تؤدي بموراتي إلى تجديد الثقة في بينيتيز، أحد المذنبين في الأزمة، لكنه ليس هو المذنب «الوحيد».

من المركز الأول في الموسم الماضي، بفارق 5 نقاط عن اليوفي و7 عن الميلان، إلى المركز السادس الآن متأخرا عن الميلان المتصدر بتسع نقاط، والذين حصدوا إذن 15 نقطة مقارنة بالإنتر. هذا ما يعطي انطباعا بافتقاد فريق بينيتيز للأفكار، السرعة والرجولية.

الفريق الذي كان يخيف الخصوم بات يخيف جماهيره الآن، وهم أول من يستسلمون حينما يرون مانسيني ونوانكو وأليبيك يبزغون من مقعد البدلاء. صحيح أن روما في الموسم الماضي كان أسوأ من ذلك بكثير، في المركز العاشر بفارق 14 نقطة عن الإنتر المتصدر حينها، لكن فريق رانييري كان في تصاعد بينما الإنتر في سقوط حر الآن. والفارق الأول، والأخطر، لا يتمثل في أداء خط الدفاع - دائما أفضل، فقد خسر مرتين أقل من حينها - لكن الهجوم منخفض الحرارة، والذي سجل 14 هدفا فقط، أي أقل من نصف الـ32 هدفا في موسم 2009. وهذا سبب في أنه لا بد من تقسيم المسؤولية على الجميع: من النادي الذي لم يشترِ أحدا، ولا حتى عوّض بالوتيللي (سجل 4 أهداف بعد 13 جولة)، إلى بينيتيز الذي لم يتمكن من التعبير عن نفسه مع الإدارة ومع اللاعبين. من دون التخفيف من عبء أو ذنب الإصابات الكثيرة ولا المسؤولية الكبيرة التي تقع على اللاعبين، بدءا من سانتون الذي ترك بيليسير يتجاوزه ويسجل، وهو في سن 31 عاما، بنفس السهولة التي كان ليقوم بها لاعب عمره 19 عاما مثله. مؤشرات كثيرة تقودنا إلى حقيقة واحدة، وهي أن الإنتر هو حامل اللقب، مع أو من دون بينيتيز.