أسباب أزمة الإنتر: الأحمال التدريبية وطريقة اللعب

كلوديو غيزالبرتي

TT

يعد لاعبو دوري الدرجة الأولى الإيطالي هم دائما الأكثر طولا وقوة والأكبر حجما ولكنهم أيضا الأكثر هشاشة دائما؛ ففريق الإنتر فحسب يوجد به 21 لاعبا مصابا منذ بداية الموسم الحالي، من بينهم 13 حالة يتعلق فيها الأمر بتمزق في عضلة ذات الرأسين للفخذ. ما أسباب ذلك؟ إذا قمنا باستبعاد سوء الحظ والملاعب؛ لأنها كانت الأسباب في الموسم الماضي. ولن يختلف الأمر كثيرا بالنسبة للأحذية الرياضية، فلن نأخذها في عين الاعتبار، فستبقى العوامل التي قد تكون ذات تأثير واضح بهذا الصدد وهي ثلاثة: الاستهلاك والتدريبات وطريقة اللعب.

الضغط والاستهلاك: إن عامل الاستهلاك يمكن ربطه بسن اللاعبين وارتباطات الفريق، بما في ذلك الالتزامات الكثيرة للفريق في الموسم الماضي. فلقد تعرض للإصابات في نادي الإنتر خلال الموسم الحالي ليس فحسب الأسود متقدمة العمر مثل كامبياسو ومايكون وميليتو وسيزار وكوردوبا ولكن هناك أيضا شبابا في العشرينات من العمر أو أقل من ذلك مثل ماريغا وأوبي وبيابياني وكوتينهو الذين لا يمكن وصفهم بأصحاب الأجسام البالية. فضلا عن أن هؤلاء الشباب في الموسم الماضي لم يشاركوا في دوري أبطال أوروبا ولا كأس العالم؛ مما يعني أنهم لم يستهلكوا بعد. إن مشاهير النجوم في كرة القدم، وليس جميعهم، لعبوا في المونديال الأخير أدوارا ثانوية أو أقل من ذلك. ثم إذا كان افتراض تأثير المونديال على أداء اللاعبين أمرا واقعيا ربما لتعين على أندية مثل بايرن ميونيخ الألماني وريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين أن تحمل فرقها إلى مستشفى لعلاج المسنين. إن الفرق الألمانية الكبيرة تعاني في البوندزليغا غير أنها لا تواجه إصابات عضلية كبيرة (فقد تعرض روبن للكسر في نهائي المونديال والوحيد المصاب هو كلوزه) كما أن الفرق الإسبانية الشهيرة تفرض سيطرتها على الليغا.

التدريبات: كان مورينهو، المدرب الأسبق للإنتر، يفضل المران بالكرة غير أن بينيتيز، المدرب الحالي يؤثر التدريبات في صالة الألعاب الرياضية. وقد أكد ألفيو كارونتي، مقوم العظام والمدرس بكلية علوم الرياضة في جامعة تورفيرغاتا، على أن: «التدريب في صالة الألعاب تزيد من القوة البدنية غير أنه يصلب الجانب الرياضي للعضلات. فالممارسة تزيد من المقاومة بين عضلات التحريك والعضلات المضادة». ولكن الرياضة في حاجة إلى حركة حرة. فعندما تتقلص عضلة التحريك يتعين على العضلة المضادة أن تتخلى عن مسارها. والعكس صحيح فإذا لم تسترخ العضلات ينشأ خطر التعرض للكسور. وللتخلص من الشعور بهذا الانقباض تقوم بعض العضلات بحركات أخرى لا إرادية في مناطق مختلفة من الجسم؛ فنرى كوتينهو مثلا عندما تكون الكرة بين قدميه يضع لسانه بين أسنانه في الجانب الأيسر من فمه ويحرك أصابع يده اليمنى. وفي كرة القدم، حتى تركض سريعا داخل الملعب، عليك بالقفز العالي وركل الكرة بصورة أقوى. وهذا يعتمد على مجهود أكبر من جانب العضلات الباسطة (عضلات الفخذ والقطنية وهما موتور الحركة في الجسم) على حساب العضلات القابضة. ويوضح كلاوديو تراكيليو، المدرس بكلية العلوم الرياضية في ميلانو بهذا الشأن قائلا: «الطبيعي أن تكون العلاقة بين العضلات القابضة والباسطة عند الإنسان (70 - 75/100). أما عند لاعب كرة القدم فالنسبة تصبح (60/100)». وعليه فإن هذا المعدل كاف لانفجار العضلة الضعيفة. فضلا عن أن المعدات التقليدية المستخدمة في صالات الألعاب تعزل اللاعب عن الملعب، وهذا أمر غير طبيعي بالنسبة للاعب كرة قدم؛ فهو عندما يركل الكرة تكون ساقه الأخرى واقفة على الأرض. بينما عندما يمد اللاعب قدمه إلى أقصى درجة تكون الأخرى عالقة في الهواء. وهنا يتوجه السؤال إلى مدرب الأحمال. ما هي وظيفتك في الفريق؟ ويواصل تراكيليو قائلا: «إن مهمة مدرب الأحمال هي الاهتمام بالأداء ولكن ليس هذا فحسب، بل أيضا سلامة العضلة والتعويض عن طريق تدريبات محددة، عجز نشاط المدرب. إن وجود عدد كبير من الإصابات العضلية في صفوف فريق يعني أن مدرب الأحمال لم يعمل بشكل جيد».

طريقة اللعب: العامل الأخير في أسباب تعدد الإصابات العضلية في الإنتر هو طريقة اللعب التي يتبعها الفريق؛ إن بينيتيز، يطلب من لاعبيه، على خلاف مورينهو، لعب كرات قصيرة وفي مساحات ضيقة. وعليه فإن اللاعبين يجدون صعوبة في محاولة تطبيق هذه الطريقة الجديدة بالشكل الصحيح، فضلا عن تغير ديناميكية الحركة؛ فهم يحاولون الركض في مكان محدد وفي الوقت ذاته داخل مساحة مفتوحة. إن اختلاف الجهد العضلي كبير للغاية.