«النجومية تختلف عن الموهبة.. بل هي بعيدة عنها.. أنتم لا تفقهون شيئا وأنا فقط من يعرف الفرق بين الموهبة والنجومية.. حتى تتأكدوا من فكرتي في هذا الموضوع أحب أن أؤكد لكم مثلا أن الكرة الكويتية هي كرة المواهب.. هي ولادة للمواهب المفطورة على حب كرة القدم.. أما الكرة السعودية فهي مصنع نجوم.. لاعبون يصنعون ليكونوا نجوما.. ربما يكون فيها 5 أو 7 أو 9، لكن غالبيتهم ليسوا موهوبين، بل نجوم فقط».
ما كتبته أعلاه هو طرح من صاحب المبادئ الكويتي عبد الرضا عباس، المحلل الدائم هذه الأيام في قناة «الدوري والكأس» القطرية، وللعلم فقط أوضح أن عبد الرضا عباس كان حارسا لمرمى منتخب الكويت في تصفيات لوس أنجليس عام 1984، وهي المباراة التي زار فيها النجوم السعوديون شباك الأزرق 4 مرات بالتمام والكمال!! قبل أن تفعل المنتخبات ذلك الأخرى في تلك التصفيات وما قبلها من مباريات وما بعدها أيضا.
تصوروا يا أعزاء أن تكون الكرة السعودية مجرد مصنع للنجوم وفق رؤية عباس.. بمعنى أن غالبية لاعبي الأندية السعودية لا يملكون الموهبة، وإنما يحاولون أن يكونوا لاعبين، وإن أصبحوا نجوما يختفون بعد ذلك بعام أو عامين أو حتى 10 أعوام؟!
الطريف في رؤية حارس المرمى المخضرم والموهوب في تلقي الأهداف الكثيرة أنه اعتبر محيسن الجمعان أحد أبرز لاعبي آسيا لاعبا نجما لكنه لا يملك الموهبة.. يا الله يا عباس.. إن كان هذا اللاعب خاليا من الموهبة، فمن يملكها إذن؟.. سبحان الله.. كان اللاعب النحيل صاحب الـ17 ربيعا عام 1984 يسدد كرة برأسية ضعيفة تتهادى أمام مرمى الأزرق الكويتي لتسكن في الشباك، لكن الحارس الموهوب عبد الرضا عباس يفشل في التصدي لها.. آه نسيت ربما كان هذا الحارس موهوبا وبالتالي لا يرى النجوم!!
كل الزملاء المحللين في قناة «الدوري والكأس» حاولوا إقناعه بأن فكرته ليست صائبة، بل مضحكة، حتى النجم القطري خالد سلمان أكد له أن ما يردده عار عن الصحة، فالموهبة تصقل سنوات لتكون نجما، بينما يرى عباس غير ذلك!
بئسا لك يا آسيا إذا كان من تسيدك 3 مرات متتالية أعوام 1984 و1988 و1996 لا يملك الموهوبين مثلما تملك الكرة الزرقاء في الكويت. هل يعقل يا آسيا أن من لعب على كأسك 3 مرات أعوام 1992 و2000 و2007 لا يملك سوى 5 أو 10 موهوبين؟!
يا عقلاء العالم.. ونقادها الكبار.. أتسمعون ما يقوله عباس عن المنتخب الذي فرض نفسه حاضرا 4 مرات متتالية في كأس العالم، وبلغ دور الـ16 في مونديال أميركا.. من أن كرته تعج بالنجوم الفاقدين للموهبة؟!!
مستحيل جدا أن تتربع أندية الاتحاد والهلال والنصر والشباب والاتفاق والقادسية على عرش آسيا والعرب والخليج بلاعبين كادوا يصبحون نجوما وليسوا موهوبين بنظرة ورؤية عباس!!
يا عباس.. ربما تكون صاحب مبادئ، كما تردد أول من أمس، وقد تكون لاعبا جيدا.. لكن الأكيد أنك لست موهوبا في التحليل مثل زملائك الكبار!!