منتخبنا يريد أن «يتنفس» بعمق!

هيا الغامدي

TT

بدأت كأس الخليج في الدوران مجددا، ومعها بدأنا نشعر بالدوران في اتجاهات كثر، نبحث عن اللقب، «حقنا المشروع» كما لغيرنا ذات الأحقية، فالطموح يعجبني عموما، ولكن ما لا يعجبني في الذهنية الخضراء أيا كانت وجهتها، الدخول بالنقد الوطني في خانة الشرانق الضيقة إلى درجة تخرج به عن حلته الأساسية.

تشكيلة المنتخب.. خيارات بيسيرو العناصرية.. طريقته في اللعب، أمور يجب أن تبقى في حكم الاحترام المتبادل على الأقل من قبلنا، وبصراحة لست راضية عما تحيكه الأقلام وتتفوه به الأفواه والحناجر الذاهبة إلى مصلحة المنتخب تجاه تقريع بيسيرو على اختيار صف رديف وآخر أساسي أو ضم فلان أو استبعاد آخر، فمنطقيا هذه الأحاديث خارج نطاق الأهمية الباحثة عن ناتج إيجابي نبحث عنه جميعا الآن! كلنا سعوديون ومصلحة منتخبنا مسألة بعيدة عن المزايدة عليها، ومن وجهة نظر خاصة، إشغال ذهن المدرب وقائمته المشاركة في عدن بأحاديث لا تسمن ولا تغني من جوع بخصوص ما هو صف أول وصف ثان مسألة لا داعي لها أساسا.

قرأت مؤخرا أكثر من تصريح للمدرب وللاعبين وشعرت بالحزن والأسى، فالمجموعة الذاهبة لتحقيق ناتج يشرفنا جميعا، ومتى ما دخلنا إلى هذه الكواليس الظنية، فنحن عندها من سيخرج المنتخب من المنافسة الحقيقية على اللقب أو حتى تحقيق أي إنجاز يذكر. صعب إلى حد اللامعقول أن تدخل ساحة تنافس خصمك فيها الذات نفسها أكثر من الآخر!

منتخبنا بـ«خييير» يا سادة، وسيبقى كذلك ما دمنا بعدنا به عن المماحكات واختراع المصادمات أيا كان مستقبلها بيسيرو أو غيره.. (؟؟)، وإن كنت بصراحة لا تخلو من الراحة أشعر بأن منتخبنا الحالي أفضل فنيا وأقوى دافعيا وعناصريا، وأستشف في بداياته المشرقة (بإذن الله) آمالا عدة ملؤها التفاؤل، وأنا مع بيسيرو وضد التيار الذاهب للانتقاد والهجوم من أجل تأخير إعلان التشكيلة أو حتى الاعتراض عليها، فمثل هذه الأحاديث (والله) اعتدنا عليها وأصبحت في حكم الاستهلاكية التي أخرتنا إلى الوراء سنوات! والأكثر أنني مع قرار المشاركة بالقائمة المستقبلية الجديدة، فإلى متى ونحن ننافس لا أحد، ونحن ننافس ذات التشكيلة وذات المسميات في كل الاستحقاقات؟!

إن فكرة المشاركة بالأسماء الشابة أو الأولمبية من أكثر قراراتنا الأخيرة «منطقية»، حتى إن تأخير الإعلان كان في مصلحة المنتخب، وجميعنا رأينا ما يدار ويتناول بخصوص إما التشكيل وإما الاتجاه من أساسه، وبيسيرو يريد إبعاد قائمته المختارة عن «الشوشرة» الدائرة يمنة ويسرة من حوله! وإذا كان لقب «الرديف» يدفع إلى النتائج الإيجابية ومن ثم الإنجاز، فمرحى به دائما وأبدا، وإن كنت أهيب بعناصر منتخبنا الواعدة لتحقيق النتيجة الكبيرة وما تملكه من الطموح والثقة والدافعية، وأتمنى أن نكون قد حققنا نتيجة ترضي الخاطر بالأمس أمام «الأزرق» الكويتي، فتلك المباراة تعني (للعمود الفقري الخليجي) الكثير وستذهب بنا إلى أبعد، منتخبنا يريد أن «يتنفس» ليحقق المأمول. دعوهم يعملوا واتركوا النتائج تتحدث بما تريد، فالعبرة دائما بالنهايات.. والله الموفق.