ربما تكون هي الصحوة

أليساندرو دي كالو

TT

أوشك شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الأسود على الانتهاء، ونجح الإنتر أخيرا في التخلص من لعنة الهزائم، بفضل الهدف الذي سجله كامبياسو في شباك توينتي أنشخيدة. ومن المنتظر أن يكون هذا النجاح هو الخطوة الأولى نحو بداية جديدة وصحوة قوية للفريق بعد تأهله للدور ثمن النهائي من دوري أبطال أوروبا. لقد عبر الإنتر إلى الدور الثاني من المنافسة في وقت مبكر شأنه شأن الميلان، وهو إنجاز كبير للفريق مقارنة بالعام الماضي عندما كان خوسيه مورينهو مديرا فنيا، حيث اضطر الفريق إلى الانتظار حتى المباراة الأخيرة من الدور الأول لحسم مسألة تأهله للدور ثمن النهائي. والآن، يتعين على بينيتيز أن يفوز في مباراة بريمن أو يكتفي بالتعادل إذا وقع توتنهام في فخ الهزيمة أمام توينتي في المباراة التي ستقام بينهما في غضون أسبوعين، فهذه هي الطريقة الوحيدة التي ستمنح الإنتر شيئا من الطمأنينة عند الدخول في القرعة مع برشلونة، ريال مدريد، بايرن ميونيخ، تشيلسي ومانشستر يونايتد مع وجود احتمالات قوية باصطياد منافس متواضع مثل مرسيليا أو ليون في الأدوار المقبلة.

من المؤكد أن الظروف التي تولى بها الإسباني رافائيل بينيتيز الإدارة الفنية في الإنتر لم تكن جيدة، خاصة أن الأجواء المحيطة به لم تخلُ من غيوم الانتقادات والمقارنات. كما أنه لم يستطع الاعتماد على الإمكانات الخرافية للاعبين الذين صنعوا الفارق مع مورينهو في العام الماضي على الصعيدين المحلي والأوروبي، خاصة في غياب جوليو سيزار، ومايكون، وصامويل وميليتو. من جهة أخرى، يتميز الإنتر عن الفرق الأخرى بوجود ويسلي شنايدر صانع الألعاب الموهوب الذي قاد منتخب هولندا لنهائي كأس العالم، وصامويل إيتو الذي جلب لقب الشامبيونز للإنتر وأنقذ بينيتيز في الكثير من المباريات المحلية. هناك أيضا استيبان كامبياسو الذي يبذل قصارى جهده في الملعب، محتفظا بفخره بفريقه وبقدميه في مواجهة الهدف مباشرة.

وفي ملعب سان سيرو، يصبح الفوز أهم من الأداء دائما، خاصة أن الإنتر كان في حاجة إلى اتخاذ خطوات ملموسة للأمام بعد هزيمته المخزية أمام توتنهام في 20 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي حين نصب الإنجليز الشرك لأبناء بينيتيز، لتنتهي المباراة بفوزهم برباعية نظيفة في نصف ساعة. وعلى الرغم من مرور شهر واحد فقط على هذه الحادثة، فإن الأيام مرت على الإنتر وكأنها قرن من الزمان، حيث لم تدم الأوقات السعيدة لبينيتيز في الإنتر سوى للحظات قليلة عندما حصد نفس عدد النقاط التي حصل عليها الميلان في منافسة الدوري. ومنذ ذلك الحين، لم يفز الإنتر في سان سيرو بدءا من مباراة الديربي وحتى لقاء كييفو. ربما تكون الحلقة قد اكتملت الآن، وأصبح الطريق ممهدا لعودة أبطال أوروبا الذين لم يفقدوا أي شيء حتى هذه اللحظة.