أبطال «القوى».. إنتاج سعودي خالص

عبد العزيز الغيامة

TT

هم أبطال سعوديون.. إنتاج وطني خالص.. من تابع السلام الملكي السعودي وهو يعزف أمس في أرض ملعب غوانزوا الصينية كان سيشعر بلذة الفرح.. السعادة كانت تغمر الجميع لأن التتويج يخص أبطالا عالميين.. هم صناعة اتحاد نواف بن محمد.. ليسوا كغيرهم من النجوم الذين يصمتون حينما يقفون على منصات المجد لأنهم لا يفهمون ما يتردد.. لا لوم عليهم بالطبع فقد جاءوا لأخذ الميداليات وانتهى الأمر، أما اللذة الحقيقية فلم يشعر بها إلا أبطالنا وغيرهم من الآسيويين من الإنتاج المحلي الصرف!

5 ميداليات ذهبية جاءت من اتحادين سعوديين.. الأول ألعاب القوى الذي أهدى بلاده 3 ميداليات ذهبية.. والثاني اتحاد الفروسية بفرسانه المتألقين كالعادة الذين قدموا لنا ذهبيتين وفضية وبرونزية. ولا أنسى هنا الميداليات الفضية والبرونزية التي نالها في ذات الوقت اتحادا ألعاب القوى والكاراتيه.. والأخير اتحاد مجتهد بأقل الميزانيات المالية حقق ما أراده بجهود رئيسه الدكتور إبراهيم القناص ومعاونيه وبمواهب نجومه فهد الختامي وعماد المالكي وأجهزتهما الفنية. ذهب الرياضيون السعوديون إلى غوانزوا الصينية بـ19 لعبة.. 3 ألعاب فقط حققت 13 ميدالية حتى عصر أمس، أما الاتحادات الأخرى فذهبت وحاولت ولم تحقق شيئا. منتخب اليد السعودي المتألق دائما احتل المركز الرابع وكان قريبا من البرونزية لكنه خسر أمام القوة اليابانية.. ومنتخب الطائرة السعودي حامل برونزية 2006 خرج من الدور الربع النهائي ولا يلام في رأيي.

أتذكر بالطبع أن اللجنة الأولمبية السعودية هددت الاتحادات المحلية المشاركة في دورة الألعاب بأن هناك محاسبة حينما لا تحقق هذه الاتحادات النتائج المرجوة منها.

لن أتحدث عن المحاسبة لكنني أتساءل: لماذا تحاسبون اتحادات تجتهد في عملها؟ هي تحاول أن تتألق وفق ما يأتيها من موارد ومن دعم. لا يمكن لأي اتحاد أن ينجح ما دامت ميزانيته السنوية لا تتجاوز الـ4 ملايين.. تصوروا 4 ملايين للاتحادات الكبرى مثل القوى واليد والطائرة.. أما الكاراتيه والجودو والسباحة والسنوكر فتتراوح ميزانيتها ما بين المليون والـ3 ملايين!

يحاسبون الاتحادات على الفشل بينما لا تحاسب اللجنة الأولمبية المحلية على ما تقدمه من عطاء فقير لهذه الاتحادات.. المفترض أن تقدم دعمها الكامل وبعدها تحاسب كيفما تشاء!

اذهبوا إلى الاتحاد القطري لألعاب القوى واعرفوا ما يرصده من ميزانيات ضخمة تصل إلى 20 أو ربما 30 مليونا.. والحال ذاته ينطبق على الاتحادات الأخرى في الخليج!

يا لجنتنا الأولمبية لا تحاسبي أحدا على نتاج ما تقدمينه لاتحاداتك.. هم مساكين.. تلك الاتحادات وضعت بين المطرقة والسندان.. دعم ضعيف من اللجنة ومطالب فوق الطاقة وفوق القدرات! آه نسيت.. هل تعرفون أن منتخب السعودية الأولمبي كان يلعب أمام فريق الدرعية (درجة ثانية) قبل 3 أيام ومنتخب الإمارات يلعب مع اليابان على ذهبية كرة القدم؟.. سؤال في حاجة إلى رد صريح.. لماذا غاب الأخضر عن غوانزوا؟!

[email protected]