تعمدت للمرة الثالثة على التوالي وخلال أسبوع ألا أكتب عن منافسات «خليجي 20»، ليس سعيا مني إلى التقليل من هذه البطولة بقدر ما أنني أرغب في التركيز على ما خرج به العرب من منجزات على صعيد دورة الألعاب الآسيوية.. ولعل التقرير الصحافي الذي بثته وكالات الأنباء العالمية أمس يوحي بشيء من الحزن والاستياء من حال الرياضة العربية بشكل عام والأهداف الرئيسية التي يطبقها المسؤولون كل في لجنته الأولمبية الوطنية!!
العرب شاركوا في دورة الألعاب الآسيوية بمئات الرياضيين، وربما وصلوا للرقم 700 رياضي ورياضية، لكنهم لم يحققوا سوى 69 ميدالية ملونة.. تمعنوا جيدا في هذا الرقم حتى تدركوا فارق التخطيط والعمل الكبير الذي نجده ونلاحظه بين اللجان الأولمبية في الصين واليابان وكوريا الجنوبية، ولجاننا الوطنية العربية «الضعيفة»!!
وبصراحة أكثر لولا موجة التجنيس التي سعت إلى تطبيقها بعض اللجان العربية لما كان الرقم الملون من الميداليات قد وصل إلى 69، وربما رواح بين الـ20 والـ30، وبالتالي يبدو الرقم مخجلا ومحزنا ومملا إلى حد عدم الكتابة عما يفعله مسؤولو اللجان العربية الوطنية رغم الدعم الكبير الذي يجدونه، لكنه التصريف والإدارة السيئة في كل المجالات!!
أكثر ما أثارني أمس، بل وأحبطني، على الصعيد النفسي، هو تصريح رئيس بعثة اليابان نوريكي ايتشيهارا الذي حقق رياضيوه في آسياد غوانزوا 216 ميدالية ملونة، منها 48 ميدالية ذهبية و74 فضية و94 برونزية!! يقول رئيس البعثة اليابانية في غوانزوا أمس في تصريح رسمي نقلته وكالة «رويترز»: «إن النتائج التي حققها الرياضيون اليابانيون ليست جيدة، وهذا هو المستوى الرياضي لليابان في آسيا حاليا.. إنه شيء مؤلم، لكن يجب أن ندرك ذلك».
ويضيف ايتشيهارا قائلا: «فشلنا في الظهور بشكل رائع في اللحظات الحاسمة، لكننا سنعمل بجدية مع الاتحادات الرياضية والأندية للتركيز على المتسابقين الواعدين من أجل الاستعداد بقوة لأولمبياد لندن!!».
يا ايتشيهارا.. إنك تشعر بخيبة أمل لأن رياضييك كانوا يسعون لتحقيق الهدف الذهبي من خلال إحراز 60 ميدالية ذهبية، بينما لم يحققوا سوى 48.. فكيف ترى خيبة أمل كل العرب وهم يعودون بـ69 ميدالية ملونة؟!
يا ايتشيهارا.. تقول إنكم فشلتم في اللحظات الحاسمة، ونسيت أننا نفشل في كل اللحظات.. أنتم تخططون لكننا لا نفعل الشيء ذاته!! هل تصدق يا رئيس بعثة اليابان أننا نبني من الأعلى؟!.. لقد أعددنا الحوافز للأبطال ونسينا بنيان الأساس.. كيف نحفز وننسى إعداد الأبطال؟!
لن أزيد لأنني مصاب بخيبة أمل كبيرة في كل شيء على صعيد التخطيط والتنظيم والإدارة.. أما أنت فيعجبني فيك أنك شعرت بالخطأ وبدأت في كتابة العلاج!!