تخبطات بيسيرو

موفق النويصر

TT

ردد معظم معلقي القنوات الرياضية الخليجية الناقلة لفعاليات «خليجي 20» في عدن، عبارة «استراتيجية بيسيرو» خلال مباراة المنتخبين، السعودي والقطري، التي انتهت نتيجتها، أمس، بتعادل الفريقين بهدف لكل منهما، سجلا في نهاية دقائق المباراة.

وحقيقة لا أعلم عن أي استراتيجية يتحدث هؤلاء المعلقون، فما شاهدناه على أرض الملعب هو اجتهادات لاعبين أكثر منها خطة مدرب. وإلا ما المبرر من الدخول بتشكيل مغاير في كل مباراة يلعبها المنتخب؟

بالأمس كادت تخسر السعودية فرصة التأهل للدور الثاني للبطولة، بسبب خوف السيد بيسيرو من الهجوم، رغم أنه صرح قبل المباراة أنه سيسعى للفوز ولا شيء غير الفوز، في حين أن جميع الشواهد كانت على أرض الملعب تؤكد خلاف ذلك.

فما أقدم عليه بيسيرو بالأمس هو ذات النهج «المتحفظ» الذي كان عليه المنتخب السعودي أمام كوريا الشمالية في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا، التي انتهت بالتعادل السلبي بين الفريقين، وعلى الرغم من حاجة المنتخب الماسة للفوز في تلك المباراة، فإنه عجز عن الوصول إلى مرمى الخصم، لاعتماد بيسيرو على تكثيف المنطقة الخلفية والمحاور بأكثر عدد ممكن من اللاعبين ذوي النزعة الدفاعية.

من شاهد المباراة بالأمس أصيب بالصدمة بعد أن استمع للتشكيل المعتمد من قبل الجهاز الفني للبدء به أحداث المباراة، حيث تم استبعاد خمسة من أبرز اللاعبين ممن شاركوا في المباريات الأولى، وهم: محمد الشلهوب، ومهند عسيري، وسلطان النمري، ومعتز الموسى، (بدعوى الإجهاد)، ومحمد عيد (الموقوف)، على الرغم من أن المنطق يتطلب أن لا تزيد من إضعاف فريقك بعد خسارته أحد أعمدته الرئيسية بسبب الوقف.

الكل يعلم أن ريان بلال لاعب جيد داخل الصندوق، وخلاف ذلك، إن لم يكن هناك من يسانده في خط المقدمة، فإنه يفتقر إلى فاعليته الحقيقية، شاهدنا ذلك في المنتخب وفي نادي النصر. ولكن أن لا تدعمه بمهاجم آخر، وتمنع عنه التمويل بإبعاد عناصر الإمداد الممثلة في الشلهوب والنمري، فكأنك تريد منه الانتحار وسط كوكبة من المدافعين القطريين.

الغريب أن اللاعبين الذين استبعدهم بيسيرو في بداية اللقاء، استعان بهم في الجزء الأخير من المباراة، فأحدثوا الفرق، بينما لعب المنتخب لأول مرة برأسي حربة، ولمدة 7 دقائق فقط، بعد أن مني مرماه بالهدف القطري، فتحقق له التعادل.

قد يقول قائل إن المهم هو التأهل للدور الثاني، ولهؤلاء نقول إن التأهل تحقق بالأمس ليس لأفضلية التكتيك الذي لعب به المنتخب السعودي، ولكن للروح التي كان عليها اللاعبون، وكذلك لسوء المنتخب القطري، ليس في هذه المباراة فحسب، ولكن في معظم المباريات التي أشرف فيها ميتسو عليه.

بقي القول إن ما حدث مع المنتخب خلال 14 شهرا الاستعدادية هو ما يحدث اليوم على أرض اليمن، ففي كل مباراة يلعبها المنتخب يدخل بتشكيل جديد، رغم أن السابق لم يكن سيئا، ولكن هي التخبطات التي يعيشها بيسيرو منذ إشرافه على المنتخب دون حسيب أو رقيب، إضافة إلى عدم تمتعه بالشجاعة المطلوبة في هكذا مواقف، فهو يلعب للتعادل حتى يسجل فيه، ومن ثم يبدأ بالتحرك.. فهل نشاهد ثباتا على تشكيل واحد للمنتخب في الأدوار النهائية.. سؤال إجابته عند بيسيرو.. وإن كنت أعتقد خلاف ذلك.

[email protected]