رأس بيسيرو..!

أحمد صادق دياب

TT

كالعادة، غلبت العاطفة على العقل في كثير من أحكامنا حيال المنتخب السعودي المشارك في «خليجي 20». وانقسم الشارع الرياضي إلى أكثر من قسم، البعض كان متشنجا ومتشائما إلى أبعد الدرجات، بينما على الجانب الآخر وقفت فئة أخرى تحيي هذه الخطوة وتشيد بأداء المنتخب الحالي، وآخرون يعتقدون أنه من الخطأ عدم المشاركة بالمنتخب الكبير والرمي بكل الطاقة والقوة التي يمكن أن تتوفر لتحقيق الكأس.

وطبيعي أن يكون الإعلام الرياضي على القائمة المختلفة متشبثا بآرائه وقائما على مواقفه، وبتعبير لا تنقصه الحدة في بعض الأحيان، ولا ينقصه الانفعال والاندفاع في كثير من الأحيان، وقليل من التوازن والرغبة الأكيدة في الفهم.

قال أحدهم: «لماذا شارك بيسيرو بهذه التشكيلة غير المحورية أو المصنفة؟». وقال آخر: «لماذا هذا التغيير الدائم في التشكيل الذي يبدأ به المدرب المباريات؟». وعلق آخر: «ما الهدف من إعداد مثل هذا المنتخب؟». في حين أصر عاشق للأخضر على القول: «إن المنتخب الحالي يملك من الحيوية ما لا يملكه المنتخب الأخضر الأساسي».

أسئلة في مجملها لا تأتي من فراغ؛ إنما تنبع من حب عميق ورغبة أكيدة في رؤية الأخضر متجليا في كل المحافل، وبارزا في كل الأماكن، ولكن لا يمكن أن يدير المنتخب فنيا أكثر من رأس واحد، وفي الوقت الحالي هو رأس وفكر السيد بيسيرو.

كلنا نحب كرة القدم السعودية ونعتقد أننا نفهم فيها ويمكن أن نحللها، فكلنا في داخلنا نشعر بالرغبة والقدرة على تحقيق الصعب فيها.

ربما كنت مصيبا عندما تحمست جدا وأنا أطلع على القائمة التي يشارك بها بيسيرو في «خليجي 20» لعدة أسباب، دعوني أشرككم في بعضها: فالأول أن هذا المنتخب لو حقق الإنجاز وفاز ببطولة الخليج سيمنح الأخضر الكبير دفعة معنوية لا تنسى، وسيدفع بالحماس والرغبة في صناعة شيء لدى اللاعبين إلى أعلى المستويات.. سيمنح المنتخب السعودي فرصة لا تقدر بثمن من خلالها صناعة صف احتياطي (سوبر) جاهز ليكون البديل الطبيعي في أي وقت.

وعلى افتراض مشاركتنا بالمنتخب الكبير، أعتقد أن المغامرة في نتائجها ستكون كبيرة، فلو لم يتمكن الأخضر من الفوز باللقب فستكون النتائج كارثية بكل المعايير قبل مشاركتنا في البطولة الأهم؛ كأس الأمم الآسيوية، فالثقة في النفس ستكون مفقودة والنقد السلبي أكبر مما يجب، ودخولنا للبطولة سيكون محاطا بكثير من الشكوك والإحباط من كل جانب.

لكن - لا سمح الله - لم يوفق هذا المنتخب المشارك في «خليجي 20» فالتأثير السلبي سيكون محدودا جدا، واستفاد المنتخب من عدد من العناصر التي يمكن أن تكون إضافة جيدة للمنتخب المشارك في آسيا.. اتركوا بيسيرو يعمل على الأقل الآن.