في كل مرة نشدد على أن منح المختصين شؤون العمل في كل مناحي كرة القدم أمر لا بد منه لأن ذلك هو السبيل الأمثل للارتقاء والتطور.. نطالب بذلك لأن إداريينا في الخليج تعودوا أن يفرضوا ثقافاتهم على كل من له شأن بالعمل معهم.. فنيين وصحيين ولاعبين.. من بين ذلك ثقافة توالي الاعتذارات المملة حين أي إخفاق أو خطأ غير مقصود.. ولا أدل على ذلك من فعل السعودي محمد الشلهوب والقطري حامد شامي.. اللذين ما فتئا ينشدان المسامحة «تجاه فعلين لا يخرجان عن إطار كرة القدم الحقيقية».. حتى مل منهما طوب الأرض «على رأي إخواننا المصريين»، هما في اعتذاريهما يعبران عن ثقافة أولئك الإداريين الذين يرون في كل إخفاق كروي فعلا غير مبرر.. وفي الخطأ سوء فعل وقلة فهم.. وهم بهذا قد أصلوا لدى كرة الخليج التحفز السلبي وردة الفعل الضارة؟!
خلال ذلك فإن أشد ما أعجبني هو ذلك الرأي الحصيف الذي أطلقه الدولي القطري السابق ومحلل قناة الدوري والكأس خالد سلمان تجاه هذا الأمر.. حينما طالب بالتوقف عنه.. لأنه ضد سمو ومعاني كرة القدم.. سواء أخفقت في ركلة جزاء أو أخطأت تجاه مرمى فريقك.. وعليه كان النجم القطري خالد سلمان يتفوق تعبيرا ورؤية على كثير من الإداريين الذين تسابقوا لشرح ماهية الخطأين بالتعبير عن استغرابهما بل وتبريراتهما تجاه اللاعبين المعنيين.. بل إن أحدهم وهو سعودي قد رأى في اعتذار الشلهوب سبيلا لمسامحته!
أقول للأخ خالد وكوكبة النجوم المحللين الذين ينتمي إليهم في البرنامج المؤثر.. لا عليكم، فذلك فيض من غيض من التوافه التي تأسست في مجتمعنا الكروي الخليجي.. وإن كان قد أزعجكم ذلك.. فأعانكم الله لأن لدينا من يريد ترسيخ ما هو أشد ضررا.. ويجعله أساسا للعمل والتبعية.. بل إنه يتجاوز لإظهار كثير من التوافه لتكون عنوانا رئيسيا للنقد وتقييم العمل.. وأشدد على أن هناك تافهين.. قد ألموا كرتنا بتفعيل المضرات كما هي ثقافة الاعتذار بل إنهم تجاوزوا ليغمزوا في كل ما من شأنه فريق سواء ما خص شارة القيادة أو الحاضرين في الملعب.. هم يريدون أن يكون عملنا الكروي أقرب إلى أن يكون كحوار المغفلين الذين لا يعرفون إلا الفوز وإلا فالشتائم والويل والثبور ولا ننسى الاعتذارات!
وأختم أنني هنا لست في محل المنظر لماهية العمل الأكثر رقيا، لكن علينا معشر المنتمين أن نكون أكثر مصداقية وواقعية بالتعامل مع كرتنا، ليس إلا أننا كلنا طامحون لأن تكون منافساتنا المقبلة أفضل من السابقة من حيث القيمة الفنية وكذلك من حيث تعاملنا معها.. وأشد على يد الأخ خالد وزملائه.. بل وأطالبهم بأن يستمروا في دحض والقضاء على كل ما هو تافه مضر بالعمل الكروي الخليجي.