معطيات كثيرة جدا خرجت بها اليمن.. الدولة.. الحكومة.. الشعب.. الشباب.. الرياضة.. كرة القدم.. من خلال استضافة دورة كأس الخليج العربية لكرة القدم.. «خليجي 20».. حتى ولو كان المنتخب اليمني الأول يخرج من المنافسة دون نقاط وبرصيد هدف وحيد؟!
مثل هذه النتيجة التنافسية كانت مصير الكرة اليمنية أينما أقيمت الدورة في غير اليمن.. فلا تزال هذه الكرة «الواعدة» بالكثير من الشباب تحتاج إلى سنوات لتحقيق الإنجازات!!
لذلك.. وبعيدا عن مبادئ الفوز والخسارة.. كسبت اليمن الدولة.. تجمعا رياضيا جماهيريا عربيا خليجيا لم تشهد مثله من قبل «أبدا» وهذا في حد ذاته مكسب وطني عظيم؟!
الحكومة اليمنية.. بقيادة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح.. ضربت أكثر من عصفور من خلال المناسبة الكروية.. إذ قدمت رسالة للعالم الكبير قبل العالم العربي أن بمقدورها الضبط والحزم و«اللزم» على أرض البلاد.. ولا عزاء لكل المخربين؟!.. هذا فضلا عن المكاسب اللوجيستية والاقتصادية والأمنية!!
الشعب.. عاش أياما كثيرة.. كلها فرح وسرور.. وهم كأبناء بلد كريم يستضيفون جيرانهم وأشقاءهم الخليجيين والعرب على أرض اليمن السعيد في تجمع غير مسبوق منذ الوحدة الوطنية بين الشمال والجنوب؟!
الشباب والرياضة.. تحققت لهما مكاسب منشآتية وكوادر بشرية كفيله بعمل نقلة نوعيه في مستقبل الرياضة اليمنية.. وعلى كافة الأصعدة.. فالحدث الضخم وتجاربه ستخول اليمن لاستضافات رياضية كثيرة.. سواء خليجية أو عربية؟!
أما كرة القدم.. فوفق ما تهيأ لها من ملاعب ومعسكرات.. فنادق ومقرات.. ستجد معطيات كثيرة تساعد على التأسيس الجيد لاستضافة الدورات وورش العمل الإقليمية والقارية والدولية، الكفيلة بعمل قفزات جيده في كل الجوانب.. الإدارية والفنية والتحكيمية والعناصرية.
من ناحيتي.. أرى أن أحد أهم المكاسب.. استشعار كل اليمنيين.. الحكومة والشعب.. أمام الضيوف أن «آفة» القات لم ولن تكون من المبهجات أو المسرات التي يستقبل بها اليمني «الأصيل» ضيوفه.. ولعلنا نحيي الأخ الرئيس علي عبد الله صالح على أمره بتخليص المجتمع اليمني تدريجيا من زراعة القات وفق برامج زراعية «قوية» تحول مزارع القات إلى مزارع «بن» و«خضراوات».
يا فلاحي اليمن.. في السعودية نفرح برمانكم وعنبكم ومنقاكم.. وقبلها سواعدكم الفتية العملية جدا أكثر من فرحنا بقاتكم الذي سيدمر شبابكم على المدى الطويل.. فهلا تخلصتم منه؟!