الدوري الإيطالي وصراع العظماء السبعة

ألبرتو تشيروتي

TT

لقد عاد بينيتيز لسابق عهده، ومع عودته عاد الإنتر بصورة غير مسبوقة ليسجل، في غياب إيتو، 5 أهداف في مرمى فريق بارما، وهو ما لم يحدث من قبل هذا الموسم. وأصبح فريق الإنتر هو أول فريق يطارد الميلان على صدارة الدوري، ولكنه ليس الفريق الوحيد لأن فريق باليرمو، الذي تطورت نتائجه وأداؤه بشكل كبير، تمكن من تخطي فريق روما بنتيجة 3/1، وأظهر أنه مستمر في المنافسة، وهو يمتلك نفس رصيد الإنتر بطل إيطاليا.

إن استئناف مسيرة الدوري بـ5 أهداف، وهو نفس عدد الأهداف التي أحرزها الإنتر في آخر 6 مباريات بالدوري، هو أفضل طريقة يثأر بها بينيتيز لنفسه، لا سيما بعد أن وعد الجماهير بتحقيق الفوز دائما من أجل الخروج بالفريق من أزمته. وبعد تأهل الإنتر للدور التالي في بطولة دوري أبطال أوروبا قبل الجولة الأخيرة، تُذكّرنا الأهداف الخمسة في مرمى فريق بارما بالأهداف الخمسة التي سجلها الفريق الموسم الماضي في مرمى فريق جنوا، في غياب إيتو وميليتو، التي حملت حينها توقيع كامبياسو وستانكوفيتش.

إن الاختلاف بين مباراة بارما (5/0) ومباراة جنوا الموسم الماضي (5/2) يتمثل في الهدفين اللذين سجلهما هذا الموسم كريسبو لاعب الإنتر السابق، الذي كان يلعب ضد الفريق أيضا في لقاء الموسم الماضي، بالإضافة إلى كرتين ردتهما العارضة لفريق بارما. ولا يعتبر هذا إشارة طيبة لفريق الإنتر الذي كان يمتلك أقوى خط دفاع، لكنه بعد هدفي يوم الأحد الماضي أصبح يشترك في هذا اللقب مع فريقي لاتسيو وكييفو، لأن الإنتر أصبح يستقبل في شباكه هدفا واحدا على الأقل في كل مباراة منذ غياب صامويل. لكن الفوز بعد معاناة، إثر تعثر الفريق في بداية الموسم، يعتبر إشارة إيجابية كان من شأنها أن تحظى بالكثير من الإشادة لو أن مورينهو كان هو مدرب الإنتر، ودون التقليل من أهمية عودة موتا وتألق ستانكوفيتش، الذي سجل 3 أهداف في أقل من 90 دقيقة، وهو رقم يفوق عدد الأهداف التي سجلها خلال الموسم الماضي بأكمله.

وسيتضح حقا إذا كان فريق الإنتر قد طوي صفحة الإخفاقات في الدوري عندما يلتقي مساء الجمعة المقبل مع فريق لاتسيو على أرض الأخير، لا سيما أن فريق لاتسيو الحالي يختلف عن فريق لاتسيو في الموسم الماضي، الذي خسر أمام الإنتر وسط تصفيق جماهيره، الذين لم يكونوا يرغبون في دعم فريق روما بتحقيق نتيجة طيبة أمام الإنتر. وانتظارا للمباريات القادمة في بطولة الدوري، التي ستنتهي بلقاء نابولي وباليرمو، لا تظهر سوى حقيقة واحدة مؤكدة، وهي أن جميع الفرق لديها الأمل في الفوز بالدرع رغم أن الميلان هو صاحب أفضل الحظوظ. وبينما كان الإنتر يغرد منفردا في الصدارة برصيد 35 نقطة وبفارق 7 نقاط عن الميلان بعد الجولة الـ14 من الدوري في الموسم الماضي، يمتلك الميلان متصدر الدوري هذا الموسم 30 نقطة وبفارق 3 نقاط «فقط» عن فريق لاتسيو صاحب المركز الثاني، و6 نقاط عن فريقي اليوفي ونابولي، و7 عن الإنتر، و8 عن فريق روما الذي تمكن في الموسم الماضي من تعويض فارق 14 نقطة. ولهذا السبب يعتبر درع الدوري هذا الموسم متاحا أمام العظماء السبعة، ويصعب التكهن بمن سيفوز به مقارنة بالدوري الإسباني الذي أصبح في السنوات الأخيرة حكرا على فريقي ريال مدريد وبرشلونة.