سألني صديقي الذي لا يعرف شيئا عن كرة القدم: ما كأس الخليج؟ أريد تعريفا خاصا بها! فأجبته قائلا: هي بطولة تشارك فيها منتخبات الخليج، وفي النهاية تفوز بها الكويت.. نعم يفوز بها الأزرق في كل مكان!!
كانت البطولة، وما زالت، تعشق الكويت، حتى لو كان هذا المنتخب في أسوأ حالاته الفنية، إلا أنها تترك الأفضل وتذهب إليه، ومنذ أيام «طيح يا جاسم» وهي العبارة التي أعادها إلى الواجهة الزميل الحياتي «طلال الحمود» والأزرق لا يفوز إلا بهذه البطولة العشيقة كما وصفها رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم طلال الفهد!
صحيح أنه فاز على أرضه بكأس آسيا عام 1980 وتأهل للاولمبياد عام 1980 وكأس العالم 1982، لكن الحقيقة تقول إنها فترة البدايات الآسيوية، سواء أكان ذلك للمنتخبات الخليجية أم حتى القارية.
في تلك الفترة كانت كوريا الجنوبية أشبه بالغائبة، أما اليابان فكانت في سبات النهضة الرياضية، في حين كانت إيران حاضرة بقوة، لكن «القوة السرية» كانت تميز الأزرق الكويتي في تلك السنوات البعيدة!
هذه البطولة التي لم يفز بها الأخضر السعودي «سيد منتخبات آسيا وعاشق نهائياتها» سوى 3 مرات لم تكن يوما له ولم تخلق أو تفصل من أجله، بل استحدثت لغيره من المنتخبات لتكون بمثابة الروح التي تتغذى بها بعض المنتخبات، خاصة منتخب «طيح يا جاسم»!
صحيح أن منتخب الكويت كان بطلا عملاقا، وصحيح أنه لفت أنظار أهل الخليج، لكن الواقع يقول إنه من الطبيعي أن يفعل في فترة عرفت بطفرة الكرة.. لم تكن أساسا هناك كرة.. كانت البدايات ضعيفة في جميع منتخبات الخليج.. البدايات التي أعقبتها نهضة الإنجازات في السعودية وقطر والعراق والإمارات.. نهضة ليس هدفها الأساسي الفوز بكأس الخليج وإنما التوهج بالألقاب الآسيوية وبلوغ المونديال والأولمبياد!
منتخب الكويت الحالي فريق مدجج بالمواهب.. من الظلم أن يكون حده الأعلى كأس الخليج.. صدقوني لا تهمني هذه البطولة وحينما أفهم أن عودة الكرة الزرقاء لن تكون إلا بهذه البطولة فسيكون كل السعوديين سعداء بذلك حتى لو كان على حساب أخضرهم!
في نهائي آسيا 2007 أهدينا العراق كأس الأمم وأعدناه للواجهة الدولية، وفي نهائي الخليج أبرزنا منتخب عمان بلقب لم يحصل عليه في تاريخه الكروي!
يا أخضر.. حتى لو كنت صفا ثانيا أو ثالثا.. هذه ليست بطولتك.. اتركها ليتغذى بها الأزرق.. إنه جائع، أما أنت فلك كأس الأمم.. نعم كل الأمم وليس أمة الخليج!