أقيلوا بيسيرو وريحونا

موفق النويصر

TT

تصريح غريب عجيب أطل به علينا فيصل عبد الهادي، أمين عام الاتحاد السعودي لكرة القدم، عبر «الرياضية» السعودية، بعد نهاية مباراة المنتخب السعودي مع نظيره الكويتي، يبارك فيه للاعبين تحقيقهم المركز الثاني في «خليجي 20»، ويشكرهم على ما قدموه من جهد، على الرغم من أنهم لم يلعبوا مع بعض إلا في هذه البطولة.

ونحن بدورنا نشكر اللاعبين على ذلك، ولكن نسأل العبد الهادي وإدارة المنتخب ماذا كنتم تفعلون خلال الأربعة عشر شهرا الماضية، وتحديدا بعد خروج المنتخب من التصفيات المؤهلة لكأس العالم؟ وهل تاريخ إقامة بطولة الخليج كان مجهولا بالنسبة لكم، وبالتالي لم تحضروا الفريق لهذه البطولة، أم أن اللاعبين كانوا في رحلة مكوكية إلى المريخ ولم تهبط مركبتهم على سطح الأرض إلا قبل بداية البطولة بأسبوع؟ ولماذا نجحت الكويت في الفوز بالبطولة، بينما خسرنا فرصة تحقيق اللقب للمرة الثانية على التوالي؟ وهل تفتقر الكرة السعودية للمواهب، حتى تفرح بتحقيق المركز الثاني؟

يا عبد الهادي نجح المنتخب الكويتي في تحقيق لقب «خليجي 20» ومن قبله بطولة «غرب آسيا»، لأنه لعب وفق منهجية واضحة، عمادها الثبات على تشكيلة واحدة في جميع البطولات مع تغييرات طفيفة عند الضرورة، ورؤية مدرب قادر على قراءة الخصوم، وإيجاد الحلول أثناء المباريات، وسيجني ثمار ذلك أيضا في بطولة آسيا 2011.

بخلاف المنتخب السعودي، الذي لم يستقر على تشكيل واحد طوال الأشهر الماضية، فإن جهازه الفني عاجز عن إيجاد هوية واضحة للفريق.

وما ترديد البعض لعبارات مثل «تكوين منتخب رديف»، و«كسبنا أسماء جديدة»، و«فرصة لاكتشاف السلبيات»، إلا محاولة لذر الرماد في العيون، فالأولى أن يكون العمل على إنشاء منتخب «أساسي» قبل البحث عن «رديف»، كما أن المنطق يحتم استغلال أي بطولة مجمعة لتحقيق الانسجام المطلوب بين لاعبي المنتخب، الذين لم يشاركوا مع بعضهم بشكل جدي منذ تصفيات كأس العالم.

وليخبرنا أمين عام الاتحاد السعودي، كم لاعبا من هذه المجموعة سيتم ضمه للفريق الأساسي المشارك في أمم آسيا؟ وأيهم سيلعب ضمن التشكيلة النهائية؟ وهل الوقت المتبقي للمنتخب بعد لعب الأندية ثلاث جولات في دوري «زين»، كاف لتأهيل المنتخب لبطولة آسيا ومقارعة منتخبات من نوعية اليابان وكوريا وإيران وأستراليا؟

الأكيد أن إدارة المنتخب ليست مقتنعة بالسيد بيسيرو، بدليل تصريح الأمير نواف بن فيصل قبل أكثر من شهر للقناة «الرياضية»، عندما أكد أنهم كانوا بصدد إنهاء التعاقد مع المدرب البرتغالي، لولا توصية الخبراء الأجانب العاملين بالاتحاد السعودي، التي طالبت بالإبقاء عليه، عطفا على البرنامج المقدم من قبله.

والأكيد أيضا أن إدارة المنتخب أهدرت على نفسها 14 شهرا من التجريب مع مدرب «منظر»، لم ينجح في استثمار طول هذه الفترة في تجهيز فريق لبطولة أقل ما يمكن القول عنها إنها «استعدادية»، مقارنة بالبطولات القارية والدولية.

قد يكون بيسيرو أفضل مدرب في العالم، إلا أنه لا يناسب الكرة السعودية لعدة أسباب، الأول: أنه من أنصار المدرسة الدفاعية، في حين أن الكرة السعودية ذات نزعة هجومية. والثاني: عدم جرأته في الهجوم أو فقدانه للحلول الهجومية، لذلك لا يبادر بالهجوم إلا بعد مباغتته بالتسجيل في مرماه، كما حصل أمام قطر، ومن ثم الكويت في «خليجي 20»، وقبل ذلك في التصفيات المؤهلة لكأس العالم. والثالث: عجزه عن التصرف تحت الضغط، فيفقد أعصابه، وبالتالي تعم الفوضى في الفريق.

فهل تتم إقالة بيسيرو والتخلص من منهجيته العقيمة، عملا بقاعدة «أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي أبدا».. أم لا تزال إدارة المنتخب تراهن عليه في آخر بطولات الموسم، فيكون مصير المنتخب في الدوحة، كما انتهت به الحال في اليمن؟.. سؤال إجابته لدى مسؤولي المنتخب.

[email protected]