«عادي».. خسرنا!!

هيا الغامدي

TT

جمعة خليجية استضافتها الأرض اليمنية مرت بمطلق الحفاوة والأريحية مع كامل الانتباه للتظاهرة الكروية من الشارع الرياضي اليمني الذي، وعلى الرغم من خروج فريقه الوطني، بقي الاهتمام كما هو، إيمانا منهم كشعب بأهمية استضافة الحدث لأول مرة على أرضهم.

النهائي كان قد شكل بشكله ومضمونه أهمية كبرى، كونه جمع الكبيران؛ الأزرق والأخضر، مع ما يعنيه ذلك من قوة وإثارة واستحقاق.. فما بين النجمة العاشرة والرابعة، حارت الكأس، لتذهب لمن عمل لها بشكل صحيح داخل الملعب، المنتخب الكويتي الذي عاد على أكتافنا استحق البطولة ونبارك له العودة والمستوى، أما منتخبنا الحلم «الجديد» فلا أعتقد أنه كان قد خسر بقدر ما كسب الأسماء الشابة التي بنت لها من الطموح والأداء المشرف صروحا عظيمة، خسرنا.. «عادي»، فمتى كسبنا أصلا مع بيسيرو؟!!

ومن المنطقي أن لا نصادر كل ما تحقق من أجل لحظة إخفاق لا أحد تسبب فيها بشكل «عاني ومتعني»، الحظ مع تخطيط بيسيرو الفني المستقر على طريقة لعب لا تتغير، واللعب بـ3 محاور ومهاجم وحيد، التركيز على العمق وإهمال الأطراف، نقاط سلبية تحسب على بيسيرو الذي خطط لما هو أبعد بالتشكيل المستقبلي الجديد حتى إننا أصبحنا نفاخر بوجود منتخب «بديل» حجر أساس، وإن شاء الله نواة لمنتخب مونديال 2014 في البرازيل، ولم لا؟!

فالإشكالية التي افتعلها بيسيرو - فنيا - وتضييق الخناق هجوميا لم ترق حتى للاعبين أنفسهم، وقد قرأت ذلك في تصاريح عدد منهم، فضلا عن بطء التحضير للهجمات والخوف من التقدم والتحفظ الذي سقانا المرار أشكالا وألوانا!

وعموما، يجب أن لا نكثر الحديث والنواح على شيء عدى وراح، فذلك لن يفيد، بالذات ونحن على أعتاب بطولة مقبلة أهم وأكبر وأصعب، وما حدث لنا «درس» يجب أن يتعلم منه «بيسيرو» وحده، لأنه هو من تسبب لنا في هذه الربكة أو العقدة الهجومية التي لم تفد معها أي حلول إدراكية أخرى.

السعوديون جميعهم ينتظرون في آسيا ظهورا آخر لمنتخبهم يعوض إخفاق «الخليجية» والمونديال و.. و.. و.. والصبر يكاد ينفد على بيسيرو وجهازه الفني الذي في رأيي بحاجة لتدعيمه بعنصر «فني وطني» يقرب وجهات النظر ويمهدها أكثر بين المدرب واللاعبين، وعلى الاتحاد السعودي إيجاد مهمة «مدرب مساعد» إكمالا لمسيرة عمل بيسيرو، ولو في الوقت الحالي الذي تضيق من خلاله الخيارات والبدائل عن إحضار مدرب بديل، ولا عيب في ذلك، لكن الاستمرار «في الرضوخ» للتفكير المطلق ذاته للمدرب أضرنا وسيضرنا أكثر، ووجود فكر فني مساند سيفيد المنتخب واللاعبين على حد سواء، لأنه سيولد «اطمئنانا» أكثر لنا جميعا! والقائمة السعودية وكذلك الأرشيف الخبراتي مليء بالأسماء التدريبية الوطنية «القديرة» التي سبق أن مضت بالمنتخب قاريا لطريق أكثر نجاحا وإيجابية كالزياني والخراشي والجوهر.. وهناك أسماء قوية فنيا كالقروني والخالد وكميخ.. الوقت لا يسمح بالتغيير، ولكن «التدعيم والترميم» فنيا مطلب الآن، ليس عيبا أن نخسر، لكن العيب أن نستمر في الخسارة أكثر وأكثر.. والله المستعان.